لماذا يأكل المسيحيون ”القلقاس” في عيد الغطاس؟
يحتفل المسيحيون بعيد الغطاس، وهو ذكرى لمعمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، وكان يبلغ عمره ثلاثون عاما، حيث نزل الروح القدس على السيد المسيح، وإذ بصوت من السماء يقول هذا "هو ابنى الحبيب الذى به سررت " (لوقا 3 : 22).
يأكل المسيحيون فى هذا العيد أنواع معينة مثل القلقاس والقصب ففي عيد الغطاس تمتلئ البيوت "بالقلقاس" وليس عبثاً نأكل هذا الطعام بالذات في عيدالغطاس، لأنه رمز لمعمودية المسيحففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال " ماء المعمودية " نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة ماء الطهى والقلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعاماً، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضاً معه" (كو 2: 12) (رو 6: 4).
والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولاً من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، لنصير أبناء الله."
أما القصب فهو يرمز للمعمودية، فهو كنبات ينمو في الأماكن الحارة، وربما يذكرنا ذلك بأن حرارة الروح يجعل الإنسان ينمو فى القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات.