الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 01:51 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

محمود البرغوثى يكتب.. ( ٣٥ مليون) مسدس مصري في صدر مصر

 بالأمس قرأت مقالا لشقيقي محمد البرغوثي، مدير تحرير جريدة "الوطن"، بعنوان "حكومة السجاير الفرط"، يشكو فيه من الارتفاع غير المبرر لجميع السلع والخدمات، حتى التافه منها، والذي لا علاقة له بالدولار.
جاء في المقال أن ٢٥ مليون علبة سجاير يوميا، تحقق لنحو ٢٠ ديناصورا أرباحا إضافية، قدرها ١٥٠ مليون جنيه، غير الربح المحصّل من البيع بسعرها الرسمي.
طبعا كاتب المقال يقصد هنا السجائر التي تتراوح أسعارها ما بين ١٧ و٢٦ جنيها، ويباع منها يوميا فعلا نحو ٢٥ مليون علبة، لنحو ٢٠ مليون "مدخن سوبر"، بسعر متوسط ٢١.٥ جنيه للعلبة.
بالجنيه، نحن أمام ٥٠٠ مليون جنيه يحرقها يوميا أعضاء الفئة التي تشرب هذه النوعية من السجائر، وعلى الأقل نصفها لعامة المدخنين (نحو ١٥ مليون مدخن شعبي) الذين يتساوون في عدد العلب، لكن من فئة ١٠ جنيهات، وتلك ٢٥٠ مليون جنيه إضافية، ليصبح معدل حرق المال يوميا في مصر، نحو ٧٥٠ مليون جنيه، ونحو مليار سيجارة فرط.
وبالحسابات، تجد أنه بلا مبالغة، أن المصريين يحرقون من أرزاقهم سنويا نحو ٢٧٣ مليار جنيه، أي نحو ثلاثة أضعاف حجم قرض صندوق النقد الدولي، بالسعر الرسمي للجنيه أمام الدولار.
وبيئيا، الذي يدخل في حسابات الاقتصاد أيضا، يحرق نحو ٣٥ مليون مدخن مصري، نحو مليار سيجارة فرط يوميا في مصر، أي أنهم يحرقون ٣٦٥ مليار سيجارة سنويا في صدورهم، وينفثون ما تبقى من عوادمها في أجواء مصر.
- لم أسمع عن بحث واحد بين تلال البحوث العلمية البيئية في مصر، تناول بالدراسة الاستقصائية حجم مساهمة المدخنين في تلويث البيئة، ورفع حرارة الكرة الأرضية، وما يتبعه من تغيرات مناخية مدمرة للكون (وتلك مسألة أخرى فرعية).
- لكن ماذا لو أنفقت الدولة ١٠٠ مليون جنيه، يتكفل بها مستوردو السجائر، في حملة قومية للإقلاع عن "حرق النعمة في جوف مصر"، بدلا من الشعار التقليدي "لا للتدخين"، الذي يزيد عدد المدخنين كل ثانية، بالتوازي مع عدد المواليد في مصر؟
- أليست هذه الحملة تتساوى في أهميتها مع حملات تنشيط السياحة، كونها تحقن أكثر من ٢٥٠ مليار جنيه، تتسبب في أمراض ملازمة للتدخين تتطلب ميزانية مساوية على الأقل للعلاج؟
- بيد كل مدخن مصري أن يُغمد سلاحه الاختياري، ليصون صدره وجسد بلده، مسددا بشكل غير مباشر طعنة شريفة لتجار" القذى" والخبث، وبينهم أسماء، لو اشتعلت النيران في أموالهم عاما كاملة، لما أكلت نصف ما تربحوه من "ريع القذارة".