بالفيديو: الفلسطينيون يقاومون الاحتلال بالزعتر
كتبت: بسمة الشرقاوي
ابتدع أهالي قرية قلامية الفلسطينية أسلوبا جديدا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يغتصب أرضهم، ويهلك حرثهم وزرعهم، يتمثل في توسيع زراعات الزعتر.
وأصبحت قرية فلامية الفلسطينية مليئه بحقول الزعتر الأخضر ومزارعه تنتشر في كل مكان فيها، كما تضفي رائحته الزكية المنبعثة على مشهد الجمال انشراحا خاصا. وبين تلك الحقول يقضي المزارع الفلسطيني عامر أبو ظاهر جلّ يومه في العمل بأرضه التي استصلحها حديثا لهذه الزراعة بعدما ظلت تُزرع لعقود بأشجار الحمضيات ومحاصيل أخرى.
ودأب أهل قرية فلامية الواقعة بقضاء مدينة قلقيلية شمال الضفة الغرببة على زراعة الزعتر بكميات أكبر من غيرها، وضاعفوا حجم محاصيلها في العاميين الماضيين عبر زراعة ما يزيد على 15 مليون شتلة.
وكان لزاما على أبو ظاهر وأشقائه الذين يزرعون 25 دونما من الزعتر (2.5 هكتار) مواصلة العمل لعشر ساعات يوميا لجني محصول جيد، وهذه حال سكان القرية الذين يبلغ تعدادهم ألفا ومائة نسمة ويعمل 90% منهم في الزراعة.
ويقول أبو ظاهر (45 عاما) إن زراعتهم للزعتر زادت خمس مرات في السنوات القليلة الماضية، وأرجع ذلك للعائد المرتفع لهذا المحصول مقارنة بمحاصيل أخرى، واستمرار العمل فيه وقطفه وزراعته طيلة العام، كما أنه أغناهم عن العمل داخل إسرائيل.
ويُضيف أنهم يزرعون في قريتهم وحدها أكثر من ألفي دونم (200 هكتار) بالزعتر، وأن هناك توجها كبيرا لديهم وبالمناطق المجاورة لمضاعفة المساحات المزروعة، خاصة بعد استعادة فلامية قبل أشهر قليلة 2400 دونم (240 هكتارا) من أراضيها التي كان يصادرها جدار الفصل العنصري الإسرائيلي.
ويشير أبو ظاهر إلى إقدام المزارعين على استصلاح أراض بور (جرداء) وأخرى مزروعة بالحمضيات وغيرها التي اقتلعوها لزراعة الزعتر مكانها من أجل تحقيق الاستغلال الأمثل للأرض.
وتستوعب فلامية نحو مائة وخمسين عاملا فلسطينيا يأتون من القرى المحيطة للعمل بها في موسم القطاف بأجرة يومية تقدر بنحو 25 دولارا للعامل، أما غالبية الأسر فتقوم بالعمل بأيديها ولتزيد بالتالي من دخلها.
وإضافة لمردوده الجيد وتوفره بيُسر للمواطن، يُشكل الزعتر بالنسبة للفلسطينيين حالة من الصمود على أرضهم والتواصل الدائم معها، كما يعد رمزا لثقافتهم وتاريخهم.
ورغم اعتياد الفلسطينيين بالدرجة الأولى على الزعتر الجبلي (البري)، فإن زراعته البعلية ظهرت مطلع تسعينيات القرن الماضي، ولكن بكميات قليلة قبل أن تتحول إلى زراعة مروية منذ سبع سنوات وبكميات كبيرة.
ويقول مدير الزراعة في مدينة قلقيلية أحمد عيد إن الزعتر نجح بالدرجة الأولى نتيجة تطور المزارع الفلسطيني وتفوق هذا المحصول على جميع المحاصيل الزراعية.
ويشير عيد إلى أن الدونم الواحد (ألف متر) من الزعتر البعلي كان يزرع بنحو خمسة آلاف شتلة ويُقطف مرتين في السنة، والآن يمكن القول إن نفس المساحة إذا تم ريها فإنها تزرع بنحو ثلاث مرات الكمية السابقة وفق طريقة منظمة، وتُقطف سبع مرات في العام الواحد.
وتتم عملية القطاف بطريقة مدروسة، حيث يقطف في فترة اخضراره مرتين، ويقطف خمس مرات أخرى بعد جفافه ليصار إلى طحنه وبيعه مطحونا، وفي كلتا الحالتين تكون أسعاره جيدة للمزارع، وفق إفادة أحمد عيد.
ويصل إنتاج الدونم الواحد من الزعتر بين شقيه الأخضر والجاف إلى ثلاثة أطنان ونصف الطن، تُدر دخلا يُقدر بأكثر من ستة آلاف وأربعمائة دولار سنويا وبربح صاف يبلغ نحو ثلاثة آلاف دولار.
وبيّن عيد أن العمالة تعد من أعلى تكاليف مكونات الإنتاج، وبالتالي فإن ربح المزارع يرتفع نظرا لأن من يعمل في هذه الزراعة هم أفراد الأسرة في معظم الأحيان، ورغم ذلك تبقى قلة المياه وإصابة الزعتر ببعض الأمراض الفطرية من أكثر المهددات لإنتاجه.
وعملت وزارة الزراعة على دعم الزعتر الفلسطيني عبر فتح الأسواق الخارجية له عربيا ودوليا، وفي السوق المحلية سعت وبالتعاون مع جمعيات خيرية وتعاونية لتنظيم العديد من المعارض التسويقية والتعريف به وبأهميته، ويضيف عيد أنه "لا توجد تخوفات من قيام المزارعين بمضاعفة زراعتهم العام الجاري بكميات أكبر من ذي قبل"
[embed]http://youtu.be/tJR1y8NzMis[/embed]