الأرض
السبت 23 نوفمبر 2024 مـ 12:18 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

«سريلانكا» تكافح أسوأ تفش لـ«حمى الضنك» القاتل فى تاريخها

يتنقل الجنود السريلانكيون من منزل إلى منزل في العاصمة السريلانكية كولومبو، في واحدة من أكبر عمليات الجيش منذ محاربة المتمردين شمالي الجزيرة قبل ثماني سنوات.

لكن هذه المرة يبحثون عن أماكن تكاثر البعوض.

وتتمثل مهمتهم حاليا في القضاء على بؤر تكاثر البعوض في إطار حملة ضخمة تستهدف القضاء على فيروس حمى الضنك القاتل الذى أودى بحياة نحو 315 شخصا هذا العام وأرسل113543مريضا إلى المستشفيات.

ويساعد الجنود في مهمتهم مسؤولون صحيون وأفراد شرطة لديهم سلطة إحالة الأفراد إلى المحكمة بسبب وجود مواقع لتكاثر البعوض حول منازلهم، مثل برك المياه الراكدة.

ويمكن أن يتعرض المخالف إلى غرامة مالية تعادل 32 دولارا.

وتعج المستشفيات بالمرضى الذين يشتبه في إصابتهم بفيروس حمى الضنك.

وعادة ما ينمو الفيروس الذي ينتقل بواسطة البعوض بعد موسم الأمطار الموسمية في المناطق المدارية ومن بين أعراضه ارتفاع حرارة الجسم وآلام شديدة في المفاصل والعينين.

ويعتبر هذا التفشي هو الأسوأ في تاريخ سريلانكا، مع زيادة أعداد المرضى يوما بعد يوم.

وفي المقابل، شهد العام الماضي ككل اصابة 55 ألف شخص ووفاة 108 أشخاص.

ونظرا لعدم وجود لقاح معتمد ضد الفيروس، فإن الجهود المبذولة على الجزيرة، الواقعة في المحيط الهندي والبالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، تركز على منع انتشار حمى الضنك.

ويقول وزير الصحة راجيتا سيناراتني "إننا نحتاج إلى تعاون المواطنين للسيطرة على انتشار حمى الضنك" مؤكدا أن الحكومة "تبذل قصارى جهودها للسيطرة على انتشار المرض".

وأصبحت مشاهد مشاركة شخصين أو ثلاثة لسرير واحد في مستشفى ومرضى يفترشون الأرض في المستشفيات أمرا شائعا.

واضطرت بعض المستشفيات إلى وضع قيود على استقبال المرضى الجدد.

يذكر أن المقاطعة الغربية، التي تضم العاصمة كولومبو، هي الاكثر تضررا حيث أن ما يقرب من50 بالمئة من المصابين بحمى الضنك من هذه المنطقة.

لكن العديد من المناطق الاخرى، بما في ذلك المناطق الساحلية الجنوبية المحببة للسائحين، تعاني أيضا من كثرة أعداد المصابين بالفيروس.

ولم ينج العاملون بالمستشفيات من الإصابة بالمرض فقد اصيب العديد منهم بحمى الضنك كما توفي بعضهم.

وتقول أنورا ديسانايك، موظفة في مستشفى في منطقة راجاما 15/ كيلومترا شمال العاصمة/، إن "شقيقتي أنوما البالغة من العمر 57 عاما، التي كانت تعمل أيضا موظفة في المستشفى، توفيت بسبب حمى الضنك، بعد يومين من اصابتها بالفيروس".

وخلال حديثها لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) قالت "إن الموظفين يمارسون أعمالهم في خوف، ففي كثير من الأحيان يصبح الموظفون ضحايا".

وبدأت حملات التطهير خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، حتى أطفال المدارس تم تجنيدهم للعمل في تطهير الأماكن العامة والمنازل والمؤسسات التعليمية والأراضي المفتوحة.

وتنصح وزارة التعليم الطلاب بارتداء قمصان طويلة الأكمام وسراويل طويلة، بدلا من الزي المدرسي المعتاد والمكون من سراويل وفساتين.

وأطلقت شركة للهاتف المحمول تطبيقا للمواطنين لإبلاغ السلطات بمواقع وجود مرضى حمى الضنك وأماكن تكاثر البعوض.

وتقول نيمالكا بانيلا هيتي، الطبيبة بالوحدة الوطنية لمكافحة حمى الضنك، "على الرغم من حملات التطهير المستمرة إلا أننا نجد نفس الموقع ملوثا مرارا وتكرارا".

وتعتبر القمامة أحد أسوأ العوائق التي تحول دون الحد من انتشار حمى الضنك.

وتتراكم القمامة على جوانب الطرق في العاصمة وضواحيها في ما يعتبر جنة استوائية للبعوض.

وبات نظام إدارة النفايات في العاصمة في حالة سيئة.

ففي /ابريل الماضي، انهار جبل من القمامة في مكب للنفايات خارج العاصمة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا.

وتجاوز تأثير انتشار الفيروس التداعيات الصحية الخطيرة ليلقي بظلاله على الاقتصاد.

كما تضرر قطاع السياحة بعد أن أصدر العديد من الدول تحذيرات من السفر إلى سريلانكا بسبب تفشي حمى الضنك.

وناشدت سريلانكا المجتمع الدولي مراجعة التحذيرات في ضوء انخفاض عدد السياح الوافدين.

وسعت الحكومة للحصول على مساعدة دولية لمكافحة الوباء.

ووسعت أستراليا من نطاق الدعم المقدم إلى سريلانكا كما عرضت منظمة الصحة العالمية المساعدة.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة، هناك قلق من أن الوباء يمكن أن يزداد حدة مع بداية موسم الأمطار الموسمية المقبل.

وتقول هيتي "مع عودة هطول الامطار الموسمية مرة أخرى في تشرين أول/أكتوبر القادم، يمكن ان نتوقع تفشي حمى الضنك مجددا، لذلك علينا أن نواصل الحملات ونتوخى الحذر".