”الزراعة”: التخطيط لنقل محطة الزهراء للخيول العربية في طريق الواحات بعد 89 عاما

ـ 1000 فدان مساحة المشروع ومخطط حضاري مقترح يجتذب 9 مهرجانات للخيول العربية والأصيلة في مصر

ـ توقع حصد 7 مليارات جنيه من بيع محطة عين شمس (54 فدانا)

أنهت وزارة الزراعة الخطة المقترحة لنقل محطة الزهراء للخيول العربية، التي أنشئت عام 1928، بهدف نقل الخيول العربية الأصيلة من مزرعة بهتيم، وذلك إلى طريق الواحات ـ بعد مدينة السادس من أكتوبر، بعد موافقة رئيس الجمهورية.

وكانت وزارة الزراعة قد أخذت على عاتقها خطة تطوير هذه المحطة، لكن ضيق مساحتها البالغة 54 فدانا وتقع في منطقة عين شمس المكتظة بالسكان، حال دون تنفيذ مخطط حضري يتفق مع تاريخ مصر العريق في تربية الخيول العربية الأصيلة، التي استوردها محمد علي باشا من الجزيرة العربية.

وقال الدكتور صفوت الحداد نائب وزير الزراعة لشئون الخدمات والمتابعة، في تصريح خاص لـ "الأرض"، إن المخطط الجديد أنجزه مهندس مصري شاب، يعمل مع أحد المربين المصريين الذين اشتهروا بعشق الخيول العربية الأصيلة، وتم اعتماده من الوزير الدكتور عبد المنعم البنا الذي رفعها إلى رئاسة مجلس الوزراء، ثم رفعها إلى رئاسة الجمهورية التي اعتمدت نقل المخطط.

ويضم المخطط الجديد: مدرستين أحدهما فنية حرفية في تربية الخيول، والثانية للفروسية، إضافة إلى فندق، وحظائر، وكبائن، ومضمار سباق، ومستشفى بيطري، ومحجر صحي، ومعمل تحليل أنساب، إضافة إلى متحف لتاريخ الخيول العربية، ومنطقة مطاعم ومقاهي.

ويظهر المخطط وجود مساحات ملحقة ومجاورة، لحظائر واستراحات خاصة للمربين هواة الخيول، والتي سوف تطرحها هيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية للبيع للراغبين.

ويأتي هذا الإجراء، بعد أعوام طويلة من تعثر مخططات عديدة لتطوير محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة في عين شمس ـ القاهرة، والتي أنشئت أساسا لنقل الخيول العربية الأصيلة من مزرعة بهتيم، التي أقيمت عام 1908 حينما تم تكليف قسم رعاية الحيوان في الجمعية الزراعية الملكية بالبدء في تربية خيول عربية أصيلة، بعد الحصول على أفضلها من التركة التي انتقلت من وراثة محمد علي باشا، ثم إلى ابنه إبراهيم، ثم إلى عباس باشا الثاني، وعلي باشا شريف، والأمير كمال الدين حسين، حيث جمعت هذه الخيول ووضعت في مزرعة بهتيم عام 1908.

وبسبب طبيعة تربة بهتيم الطينية، تم نقل الخيول إلى صحراء عين شمس "كفر فاروق" عام 1928 على مساحة 55 فدانا، وسميت "محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة" وذلك في عهد الملك فاروق، وكانت تتبع الهيئة العربية الزراعية، التي استقر اسمها منذ أكثر من 50 عاما على اسم الهيئة الزراعية المصرية، وتتبع وزارة الزراعة مباشرة.

ونظرا للزحف السكاني على محطة الزهراء، بعد أن كانت بيئة صحراوية ملائمة لتربية الخيول العربية، وضيق المساحة عن استيعاب صناعة تربية الخيول بوضعها الراهن، جاء تفكير وزارة الزراعة في التطوير بالنقل إلى مساحة تبلغ نحو 1000 فدان، وتم تحديد طريق الواحات موقعا جديدا لها.

ويأتي مخطط نقل محطة الزهراء للخيول العربية، بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على فتح باب استيراد الخيول من مصر، بعد إغلاقه نحو 15 عاما، بسبب ثماني نقاط سلبية رصدتها لجنة التفتيش الأوروبية، فيما يتعلق بتربية الخيول في مصر.

وقال الدكتور صفوت الحداد، إن جهود الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بمساعدة الدكتور سعد نصار المستشار الدائم لوزير الزراعة، نجحت في إقناع اللجنة الدولية بنجاح مصر في تلاشي السلبيات الثمانية، فواقت اللجنة على إلغاء الحظر مؤقتا، بعد تحديد محجر صحي في المستشفى البيطري للقوات المسلحة في مدينة نصر، واعتماد خط فاصل بين جنوب مصر القريب من السودان، شمالها الخالي من أي أوبئة تهدد الخيول، لحين اعتماد شمال مصر من جنوب سوهاج وحتى الإسكندرية شمالا كمنقطة خالية من الأوبئة، وبذلك يتم رفع الحظر نهائيا بعد قدوم اللجنة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.