غباء الراشي والمرتشي في واقعة ”رئيس القابضة للأغذية”
إذا كان حجم الرشوة مليوني جنيه، فما قيمة الربح التي يمكن أن يتوقعها الراشي، خاصة إذا كان المرتشي بحجم رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية، التي تتبع وزارة التموين والتجارة الداخلية؟
سؤال يفرض نفسه أمام تكرار حالات سقوط المرتشين السمان، أمام رجال الرقابة الإدارية.
الغريب المخزي، أن الساقط هذه المرة، ممن يحملون رتبة "لواء"، ولذا يجب أن تكون من ضمن عقوباته: التجريد من هذه الرتبة المهيبة، والتي كانت ذات يوم مصوغا لاختياره رئيسا لمجلس إدارة أكبر شركة تتحكم في 80 % من صادرات مصر الغذائية التي تبلغ فاتورتها نحو 260 مليار جنيه سنويا.
وللعلم، فإن "القابضة للصناعات الغذائية"، لم تكن بعيدة عن سيناريو تحطيم كل الصناعات الوطنية في مصر، من خلال فتح الباب أمام المستوردين، خاصة: الدواجن، والسكر، في الوقت الذي تجتهد مصر بكل أجهزتها الفاعلة والمنتجة، لتشجيع زراعة بنجر السكر للنهوض بهذه الصناعة لسد الفجوة فيها من خلال الإنتاج المحلي، وبعد أن نجحت صناعة الدواجن في بلوغ درجة الاكتفاء الذاتي، والزيادة على الاستهلاك بنحو 500 ألف دجاجة يوميا.
ولمن لا يعلم حجم الشركة القابضة للصناعات الغذائية، فهي الشركة التي تملك في باطنها أكثر من 50 شركة ومصنعا ومضربا ومطحنا، تتخصص في عدة مجالات، منها: صناعة السكر، الزيوت، الصابون، المنظفات، العلف، النشا والخميـرة، الأغذية المحفـوظة، الألبـان، طحـن القمح، ضرب الأرز، المكرونة، الورق، الأخشاب، العبوات الدوائية، وتخزين الحبوب وجميعها سلع إستراتيجية، بالإضافة إلى أنشطة شركات توزيع السلع الغذائية.
وتضم قائمة شركات القابضة، التي كان يترأسها اللواء علاء فهمي، المقبوض عليه متلبسا بجريمة الرشوة: السكر والصناعات التكاملية، الملح والصودا المصرية، الإسكندرية للزيوت والصابون، المصرية للنشا والخميرة، طنطا للزيوت والصابون، النيل للزيوت والمنظفات، مصر للزيوت والصابون، الزيوت المستخلصة، مصر للألبان والأغذية، أدفينا للأغذية المحفوظة، وقها للأغذية المحفوظة.
ومن شركات التوزيع التي تتبع القابضة أيضا، وكان يديرها الرئيس المرتشي: العامة لتجارة الجملة، المصرية لتجارة الجملة، المصرية لتسويق الأسماك، المصرية لللحوم والدواجن، مصرأسوان للأسماك، النيل للمجمعات الاستهلاكية، الأهرام للمجمعات الاستهلاكية، والإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية.
ولم تكن الشركة تهيمن على الأنشطة السابقة فقط، بل كانت لها أيضا أنشطة تسويقية في مجال الأرز، ولذا كانت تملك عدة مضارب، هي: مطاحن شمال القاهرة، مطاحن مصر الوسطى، مطاحن جنوب القاهرة، مطاحن ومخابز الإسكندرية، الشركة العامة للمخابز، الشركة العامة للصوامع، مضارب رشيد، مضارب الغربية، مضارب البحيرة، مضارب كفر الشيخ، مضارب الدقهلية، مضارب دمياط وبلقاس، مضارب الشرقية، ومضارب الأسكندرية، المتحدة للمطاحن والصناعات المكملة، ووادى الملوك للمطاحن، مطاحن وسط وغرب الدلتا، مطاحن شرق الدلتا، ومطاحن مصر العليا.
وفي نشاط صناعة السكر وتجارته وتوزيعه، تملك "القابضة": الدلتا للسكر، الدقهلية للسكر، النوبارية للسكر، والفيوم للسكر.
كما تعمل "القابضة" في مجال صناعة الورق والأخشاب، والعبوات، وتملك شركتي قنا للورق، ومصر إدفـو للورق، ونجع حمادى للفيبر بورد، كما تملك المتحدة للعبوات، والعبوات الدوائية.