التخطيط: المرأة تمثل أكثر من 43% من موظفي الجهاز الإداري بالدولة
شاركت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري باحتفالية العيد العاشر لمؤتمر النوع ما قبل القمة الإفريقية، على هامش الاجتماع الوزاري الإقليمي التشاوري الإفريقي للدورة الـ 63 للجنة وضعية المرأة التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة
وأكدت السعيد أهمية المؤتمر والذي جاء متزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، مشيرة إلى أن مؤتمر النوع لما قبل القمة الإفريقية أصبح يمثل منصة هامة للحوار بين دول القارة حول قضايا الجنسين، موضحة أن ما يزيد من الاهتمام بهذا المؤتمر هذا العام هو تزامنه مع حدث تعتز به مصر ويمثل أهمية خاصة لها وهو؛ عام الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، والتي سيتسلمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأسبوع المقبل خلال أعمال القمة الأفريقية بمقر الاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأشارت إلى سعي مصر خلال هذا العام، من خلال برنامج عمل طموح ومكثف من الأنشطة والفعاليات تتعاون فيه مختلف الجهات المصرية بهدف تعزيز علاقات التعاون والتكامل وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الدول الإفريقية انطلاقًا من أجندة عمل الاتحاد الإفريقي وأولوياتها؛ ومن أهمها أجندة التنمية المستدامة أفريقيا 2063.
وأكدت استعداد مصر الدائم لتسخير إمكاناتها وخبراتها وحرصها على العمل والتعاون مع أشقائها في الدول الأفريقية والذي يمثل توجهًا رئيسيًا للدولة المصرية في إطار اعتزازها بهويتها وانتمائها الإفريقي، وذلك من واقع مسئوليتها وحرصها على المشاركة الفاعلة في إيجاد الحلول لكافة قضايا القارة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة ومستقبل أفضل للشعوب الإفريقية.
وحول جهود مصر في مجال تمكين المرأة وقضايا النوع كمجال واعد للتعاون بين مصر والدول الإفريقية، أشارت السعيد إلى أن قضايا النوع وتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين تمثل أحد المجالات الخصبة للتعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين الشعوب الإفريقية لافتة إلى تجربة مصر التنموية الناجحة والتي استطاعت من خلالها أن تحقق العديد من الإنجازات في هذا المجال موضحة أن تلك التجربة ارتكزت على مراعاة اعتبارات النوع الاجتماعي في كافة محاور رؤية الدولة المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الشاملة والمستدامة متمثلة في رؤية مصر 2030
وأضافت أن المرأة تمثل شريكًا رئيسيًا في إعداد وصياغة وتنفيذ هذه الرؤية، متابعة أن في هذا الإطار أيضًا جاء إطلاق "الإستراتيجية الوطنيةِ لتمكينِ المرأة 2030" في عام 2017 والتي أولتها القيادة السياسية اهتمامًا خاصًا، لتكن توجيهات السيد رئيس الجمهورية للحكومةَ ولكافةَ أجهزةِ الدولة باعتِماد تلك الإستراتيجية كوثيقة عمل للسنواتِ القادمة، فضلًا عن إعلان عام 2017 عامًا للمرأةِ المصرية.
وتناولت الحديث حول الجهود والنجاحات التي حققتها مصر في مجال تمكين المرأة، قائلة إن ثمرة الجهود والخطوات الجادة التي قطعتها مصر في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين وتنفيذ المحاور المختلفة للإستراتيجية الوطنيةِ لتمكينِ المرأةَ 2030 جاءت فيما نشهده جميعًا من تقدم ملحوظ تحققه مصر جعلها في صدارة دول المنطقة في مجال تمكين المرأة على مختلف المحاور.
وتابعت: أنه على المستوي التنفيذي وتولي المناصب القيادية والمشاركة السياسية هناك 8 حقائب وزارية في الحكومة المصرية الحالية تشغلها المرأة، وهو ما يمثل ربع عدد أعضاء الحكومة(25%) وهي نسبة تفوق نسبة تمثيل المرأة في الكثير من الدول المتقدمة مضيفة أن المرأة تشغل كذلك العديد من المناصب والوظائف القيادية سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص التي لم يكن للمرأة نصيب منها في السابق، إضافة إلى وجود 90 نائبة برلمانية في مجلس النواب ( بنسبة 15%)، في مؤشر واضحً على توسيع نطاق المسئوليات التي تضطلع بها المرأة المصرية، ومشاركتها المتزايدة في إدارةَ العديد من الملفاتِ المُهمة، بما يمثل تجسيدًا لدورها النشط وشراكتها الفاعلة في تحمل أعباء التنمية.
وعلى المستوى التمكين الاقتصادي، أشارت إلى أن كافة أجهزة الدولة تعمل على تنفيذ البرامج وتحقيق مستهدفات رؤيةُ مصر 2030 ومستهدفات الإستراتيجية الوطنية لتمكينِ المرأةَ المتعلقة بإدماجِ المرأةِ وتمكينها اقتصاديًا وزيادة مشاركتها في سوق العمل وتوفيرِ البيئةِ الموائمةِ لذلك، بتوفير فُرص العمل اللائقة والمُنتجة إلي جانب تنفيذ برامج رفع القُدرات والمهارات الخاصة بها، وتشجيع ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال لتشجيع إقامة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من قبل الشباب من الجنسين مؤكدة علي استحواذ الفتيات والمرأة المصرية على نصيب كبير من هذه البرامج.
ولفتت إلى أن الاهتمام بتشجيع دور المرأة يأتي ضمن ركائز خطة الدولة لإصلاح الجهاز الإداري، والتي تُشرف على تنفيذها وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري بالتنسيق مع مختلف الوزارات والجهات المصرية، مشيرة إلي أن المرأة تمثل أكثر من 43٪ من إجمالي موظفي وحدات الجهاز الإداري حيث تعمل الدولة على زيادةِ مشاركة المرأةُ في سوقِ العمل وشغلها للمناصب القيادية في الجهاز الإداري من خلال تنفيذ برامج التدريب وبناء القدرات المخصصة للمرأة.
وقالت: " لقد تَشَرفتُ الشهر الماضي بإطلاق برنامج "تنمية الجيل الجديد من القيادات النسائية"، والذي ينظمه المعهد القومي للإدارة بالتعاون مع جامعة ولاية ميزوري وبرنامج الأمم المتحدة للمرأة"، موضحة أن هذا البرنامج يعد الأول من نوعه الذي يستهدف القيادات النسائية التنفيذية العاملة بالجهاز الإداري للدولة، مؤكدة أن البرنامج بدأ بالفعل بدفعة أولى من المتدربات، ويستمر لمدة ستة أشهر بمشاركة (85) من القيادات النسائية ممن اجتزن التقييمات اللازمة لعملية التدريب.
وأكدت خلال كلمتها علي استهداف الدولة لزيادة مشاركة المرأة وتشجيع دورها من خلال تنفيذ حزمة متنوعة من برامج التدريب الأخرى منها والتي تتضمن التدريب في إطار الإعداد لإنشاء وحدات الموارد البشرية في الوزارات، والبرامج التدريبية التي تستهدف القيادات الحكومية والتي تشمل برنامج وطني 2030 الذي تم إطلاقه في سبتمبر الماضي لتدريب نحو 4500 من القيادات الوظيفية من الجنسين إضافة إلي برنامج إدارة الأعمال الحكومية بالتعاون مع جامعة اسلسكا مصر لافته إلي ارتفاع عدد الإناث الحاصلات على منحةِ دبلوم وماجستير إدارة الأعمال الحكومية إلى نحو 54٪.
وتناولت الحديث حول أهم التحديات التنموية التي تواجه الدول الإفريقية، موضحة أن القارة الإفريقية غنية بالموارد والإمكانيات غير المستغلة، ليأتي في مقدمتها المورد البشري والذي يعد هو الثروة الحقيقية لدول القارة كما يشكل حاضرها ومستقبلها مشيرة إلي القارة يشغلها ما يقرب من 1.3 مليار نسمة تمثل الإناث نصف هذا العدد، حيث من المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050 ليبلغ 2.4 مليار نسمة، فتشهد القارة أعلى معدلات للنمو السكاني في العالم بمعدل 2.55% سنويًا في الفترة من 2010-2015 بما يمثل تحديًا تنمويًا يفرض على دولنا مواجهته بتوفير فرص العمل اللائق والمُنتِج، وتوفير سبل العيش الكريم، وتحسين جودة الحياة.
وأضافت السعيد أن ذلك يمثل في الوقت ذاته ثروة وطاقة هائلة يتحتم علينا كدول إفريقية التعاون لحشد مختلف الجهود وتعبئة كافة الموارد والإمكانيات المتاحة لتعظيم الاستفادة منها وبشكل تكاملي، خاصة وأن دول القارة مطالبة في سبيل القضاء على الفقر أن تعمل على خلق نحو 12 مليون فرصة للشباب المنضمين لسوق العمل سنويًا.
وأشارت السعيد إلي وضع المرأة في الدول الإفريقية موضحة أنه علي الرغم مما حققته عدد من دول القارة خلال السنوات الأخيرة من نجاحات في مجال تمكين المرأة وتشجيع مشاركتها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والذي جاء من أهم مظاهره ومؤشراته ارتفاع نصيب المرأة في عدد مقاعد البرلمانات الإفريقية من 16.3% في 2010 إلى 23.7% في 2017، إلا إنه لايزال أمامنا العديد من التحديات من بينها المعدل البطيء لنمو الوظائف وما يترتب عليه من زيادة معدلات البطالة، خاصة بين النساء والشباب
وأكدت وزيرة التخطيط علي استعداد الوزارة للتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة في مجال الاستثمار في البشر وتدريب وبناء القدرات مشيرة إلي أهمية هذا المجال باعتباره أحد المجالات الهامة والواعدة للتعاون بين دولنا الإفريقية خاصة وأن القارة الإفريقية تعد قارة شابة تتجاوز نسبة الشباب أو من هم دون الـ 30 عامًا 65% من إجمالي السكان.
ولفتت إلى تجربة وزارة التخطيط الناجحة للتعاون مع أشقائها في مجال التدريب وبناء القدرات من خلال تنظيم معهدي التخطيط القومي والقومي للإدارة عددًا من الدورات التدريبية للأشقاء الشباب والشابات الأفارقة، مؤكدة علي استعداد الوزارة التام للتوسع في هذا التعاون موضحة أن التدريب شمل تنظيم معهد التخطيط القومي دورة تدريبية حول "أساسيات التخطيط للتنمية" بالتعاون مع المعهد الإفريقي للتنمية الاقتصادية والتخطيط فضلًا عن تنظيم المعهد لدورة تدريبية لدول حوض النيل حول "دراسات الجدوى: إعداد وتقييم المشروعات"، إلي جانب تنظيم دورة تدريبية حول "إدارة الخطة الوطنية الإستراتيجية" في مدينة شرم الشيخ بالتعاون مع بنك التنمية الإفريقي.
متابعة أن المعهد القومي للإدارة كان قد نظم أيضا عددًا من البرامج التدريبية للأشقاء الأفارقة وبشكل خاص "برنامج المسار المهني للشباب الإفريقي مهارات إدارة وريادة الأعمال لتنمية مهارات الشباب الإفريقي في مجال ريادة الأعمال، وبرنامج بناء قدرات مديري المعاهد التدريبية الحكومية والذي يهدف إلى تنمية قدرات مديري المعاهد والمؤسسات الحكومية الإفريقية التي تقدم خدمات تدريبية، وتعمل على تأهيلهم لإدارة المراكز التدريبية وفقا لأحدث نظم الإدارة، إضافة إلى تنظيم برنامج بناء قدرات المدربين مشيرة إلي استعداد المعهد التام للتعاون وتبادل الخبرات مع الأشقاء في الدول الإفريقية بتنظيم دورات تدريبية في مجال تأهيل المرأة الإفريقية للقيادة بهدف تزويد المرأة بالمهارات التي تتعلق بالقيادة، والاندماج المجتمعي، والمساواة النوعية.
وفي ختام كلمتها أكدت السعيد ضرورة التعاون وتكامل العمل والجهود في مجالات التنمية المختلفة خاصة فيما يتعلق بقضايا النوع ومجالات تمكين المرأة وتشجيع مشاركتها في سوق العمل، مع ضرورة أن يتواكب مع كل هذه الجهود والبرامج اهتمام مطلوب بتحسين إنتاج وإتاحة إحصاءات وبيانات النوع الاجتماعي مشيرة إلي أن البيانات وجودتها تمثل نقطة البداية والارتكاز لأي جهود تستهدف معالجة القضايا الاقتصادية بصفة عامة وقضايا التنمية بصفة خاصة.