تعرف على العناصر الغذائية التي تُزيد نسبة الكربوهيدرات في أشجار الزيتون
قال الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، انه فى الموسم الماضي حدثت خسائر كبيرة لمزارع الزيتون، حيث اصطدم الزيتون بالتحديد بهذا المناخ القاسي مما أدى إلى تدهور انتاجيته بدرجة غير مسبوقة أدت إلى نقص حاد في الانتاجية، وصل في بعض المزارع لأكثر من 60 إلى 75 % بسبب عدم استيفاءه لاحتياجات البرودة اللازمة والذي أدى الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للأصناف الأجنبية (مانزانلو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني)، إلى جانب تعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين اثناء التزهير والتلقيح والاخصاب والعقد أدى الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانللو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني)، بالاضافة إلى الموجات الحارة المتتالية (مايو – يونيو – يوليو – اغسطس – سبتمبر 2018) والتي سببت نضج مبكر للثمار مما أثر على حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت وخاصة الاصناف الأجنبية والتي أدت إلى نقص فى الاوزان النهائية للمحصول، ومن المتوقع التأثير على «طراح» الموسم القادم أيضاً فى نسبة اللجننة وبناء كمية الكربوهيدرات اللازمة لتغذية البراعم الخضرية والزهرية للموسم الانتاجي القادم 2019.
وأضاف أنه بالنسبة لموسم 2019 فإن احتياجات البرودة هذا الموسم في طريقها للاستكمال حيث تم تجميع ساعات برودة شبه كافية، وبناء على هذه الظروف فقد تهيأت معظم الأشجار لبداية التزهير أو حتي دخلت فعليا في طور التزهير المبكر، وللأسف ما هو متوقع من المناخ حتي آخر فبراير وبداية مارس هو الانخفاض المستمر في درجات حرارة الليل مما له تأثير سلبي على الاخصاب وبداية العقد.
وأوصى "فهيم" بضرورة العمل على زيادة محتوى الكربوهيدرات في الطرحات (زيادة نسبة اللجننة) بأسرع وقت ممكن لأن زيادة كمية الغذاء الموجه هو العامل المحدد الأول لزيادة نسبة العقد ونجاحه ومقاومته لبعض التغيرات المناخية الحادة، موضحًا أن الزيادة في توافر الكربوهيدرات ونقلها أمر حيوي لبدء الإزهار في الزيتون بشرط توفر الظروف المحفزة والتي تعتمد على الظروف البيئية والتوازن الأيضي السائد، ونظرا لأن عملية الحث الزهري والإزهار عملية "إستقلابية" تستهلك طاقة فإن الحاجة إلى زيادة الطلب على الكربوهيدرات عند الإزهار واضحة.
وأشار "فهيم" إلى أن الزيادة في الكربوهيدرات تصاحب التغيرات في الهرمونات النباتية، ومن المتوقع حدوث إنخفاض في مستويات الجبيريلينات من شأنه أن يؤيد بناء الكربوهيدرات البسيطة حيث أن أحد التأثيرات الرئيسية للجبريلين هو تعبئة الكربوهيدرات عن طريق تحفيز تدهورها إلى السكريات البسيطة وبالتالي فإن البيئة التي يكون فيها الجبرلين مرتفعًا لا يمكن أن يحدث تراكم للنشا، ومع ذلك يجب أن ينخفض تركيز الجبريلين لأدني مستوى لإظهار ميل تراكم الكربوهيدرات وبدء الإزهار .
ولفت "فهيم" إلى أن سبب زيادة الطلب على الكربوهيدرات يرجع لتحسين معدل التمثيل الضوئي كنتيجة لزيادة كفاءة التمثيل الضوئي المطلوبة لتشجيع عملية الحث الزهري والتزهير، علاوة على ذلك تتطلب الحركة الإتجاهية للسكريات من أوراق التمثيل الضوئي إلى الأنسجة طاقة عالية، كما أن متطلبات السكريات العالية القابلة للذوبان لإمداد الطاقة من أجل تطوير الأزهار لها ما يبررها بشكل جيد، وقد يساعد التدفق الكتلي للسكريات المستوعبة من الأوراق في نقل أحد محفزات florigenic إلى اللحاء لتسهيل إنتاج البراعم الزهرية، مؤكدًا أن الكربوهيدرات المخزنة يتم إستخدامها في عمليات إنتاج الطاقة خلال مرحلتي التكشف الزهري والتزهير .
وهذه أهم العناصر الغذائية التي تلعب دورا هاما في زيادة نسبة الكربوهيدرات في أشجار الزيتون خلال فترة التخزين وقبل مرحلة التكشف الزهري في أشجار الزيتون والتي تؤدي إلى زيادة نسبة التزهير والعقد النهائي:
1-البوتاسيوم: يزيد من فعالية الأنزيمات المشاركة في تصنيع وتبادل وإنتقال الكربوهيدرات وتراكم السكريات والنشا والسليولوز حيث يساعد على إختزال السكريات وتحولها إلى نشا .
2-الكالسيوم: يساعد ويؤثر على حركة إنتقال الكربوهيدرات والأحماض الأمينية والنترات ويساعد فى بناء البروتينات النباتية .
3-الماغنسيوم: عنصر ضروري لتكوين جزئ الكلوروفيل والذي بموجبه تتكون الكربوهيدرات داخل النبات وهو عامل منشط للعديد من الأنزيمات الهامة في تحولات التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية، ويقوم بدور هام كعامل لاصق للميكروسومات التى يتم عليها تمثيل البروتين .
4-الزنك: له دور مهم كعامل مساعد للعديد من الإنزيمات ويؤثر على تفاعل التمثيل الضوئي وإستقلاب النشا والأحماض النووية والتخليق الحيوي للبروتين ويساعد على تكوين الأوكسينات الداخلية.
5-البورون: منع تراكم النتروجين فى أوراق النبات ويسرع عملية تحويلها إلى بروتين، ويلعب دور فى سرعة وإنسياب إنتقال الكربوهيدرات الكلية (النشا والسكريات) و زيادة معنوية في إجمالي الكلوروفيل الكلي للورقة، وإنخفاض محتوى الفينول الكلي ويساعد على تكوين الأوكسينات والسيتوكينينات الداخلية.
6-المولبيدنيوم: يقوم بدور العامل المساعد في عملية إختزال النترات -NO3 إلى أمونيا +NH4 تمهيدا لتكوين الأحماض الأمينية والبروتين .
7-العمل على زيادة تعرض اجزاء كبيرة من الشجرة للهواء البارد اثناء هذا الشتاء، بمعني ان يكون التقليم فاتحاً قلب (حجر) الشجرة ناحية الاتجاه الشمالى والشمالى الغربي قدر الامكان لكي تستفيد الشجرة من اقل نسبة برودة متوفرة في الشتاء.