خبير زراعي يحذر من الذبابة البيضاء.. ويؤكد واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه حماية المحاصيل
"فهيم": قدرة الذبابة البيضاء على نقل الأمراض الفيروسية كان لها التأثير الأكبر على الإنتاج العالمي للغذاء
: إصفرار وتجعد أوراق الطماطم هو أسوأ مرض فيروسي تنقله الذبابة البيضاء
: المكافحة الكيماوية تنصب على الأطوار اليرقية للذبابة البيضاء.. والمكافحة الزراعية والميكانيكية تعتمد على طور الحشرة الكاملة
حذر الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، من ظهور آفة الذبابة البيضاء في المحاصيل، موضحًا أنها حشرة صغيرة لا تتوقف عن التغذية، ولها مدى حراري كبير يتسع مع الوقت، ويتسع انتشارها الجغرافي في مصر لتشمل مناطق زراعية أكثر وأوقات أطول على مدار العام مع التغير الواضح في المناخ، ومع ذلك الحر الشديد يقتلها ومثله البرد الشديد، وهي تتبع فصيلة الدقيقيات التابعة لرتبة الحشرات الصغيرة نصفيات الأجنحة، وقد تم وصف أكثر من 1550 نوعًا منها في العالم وتنقل أكثر من 200 فيروس نباتي.
خسائر إقتصادية
وأضاف أن قدرة الذبابة على نقل ونشر الأمراض الفيروسية كان لها التأثير الأكبر على الإنتاج العالمي للغذاء، ففي المناطق المدارية وشبه المدارية، أصبحت مشكلة الذباب الأبيض واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه حماية المحاصيل، وتُقدر الخسائر الإقتصادية بمئات الملايين من الجنيهات في مصر، وللأسف يغيب الحصر الإقتصادي لمثل هذه الخسائر بسبب غياب الجهات العلمية والبحثية عن العمل في هذا الأمر، كما يغيب تصنيف الطرز الحيوية الجديدة للذبابة البيضاء.
أنواع معقدة
وفي حين تتسبب أنواع عديدة من الذباب الأبيض في خسائر في المحاصيل من خلال التغذية المباشرة، تعد الأنواع المعقدة أو مجموعة الذباب الأبيض في جنس بميسيا (Bemisia) أنواعًا خطيرة في نقل أمراض النبات، وتنقل حشرتا ذبابة الورقة الفضية (Bemisia tabaci) والذبابة البيضاء (B. argentifolii) ، فيروسات مثل موزاييك الفول الذهبي وموزاييك تقزم الفول وموزاييك الفاصوليا (كاليكو) وفيروس اصفرار وتجعد أوراق الطماطم وفيروس تبرقش الطماطم وغيرها من الفيروسات من جنس موازييك الفول (Begomovirus)، في عائلة الفيروسات التوأمية، ويستمر انتشار الطرز الحيوية الناشئة في جميع أنحاء العالم، مثل ذبابة الورقة الفضية التابعة للطراز الحيوي (B) والمعروفة أيضًا بإسم الذبابة البيضاء والطراز الحيوي الجديد (Q) في التسبب في خسائر شديدة في المحاصيل والذي من المرجح أن تستمر في الزيادة مما يؤدي إلى استخدام المبيدات الحشرية بمعدل أعلى على العديد من المحاصيل مثل الطماطم والفاصوليا والقطن والقرعيات والبطاطس وغيرها.
الطرز الحيوية الجديدة
وأفاد "فهيم" أن الجهود الرامية تهدف إلى تطوير أنظمة متكاملة لإدارة الآفات مع هدف الحد من استخدام المبيدات الحشرية، إلى تطوير أنواع جديدة من المحاصيل وأصنافها وهجنها تتحمل الذباب الأبيض بشكل كبير وأمراض النبات التي ينقلها، وثمة مشكلة رئيسية هي حقيقة أن الذباب الأبيض والفيروسات التي يحملها يمكن أن تصيب العديد من النباتات المضيفة المختلفة، وهذا أمر معقد من حيث صعوبة تصنيف الطرز الحيوية الجديدة للذبابة البيضاء.
وأشار "فهيم" إلى أنه في عام 1997 تم اكتشاف فيروس اصفرار وتجعد أوراق الطماطم في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد هذا المرض هو أسوأ مرض فيروسي تنقله الذبابة البيضاء، ذبابة الورقة الفضية، كما تبين أن الذبابة البيضاء تنقل تقريبًا 60 مرضًا من الأمراض الفيروسية الأخرى التي تصيب النبات.
أطوار متعددة
وكشف "فهيم" عن أن دورة حياة الذبابة البيضاء تتكون من عدة أطوار، الطور الأول وهو طور البيضة يليه طور اليرقة والذى يشتمل على ثلاثة أعمار يرقية ثم طور الحشرة الكاملة، وتنصب المكافحة البيولوچية والكيماوية على الأطوار اليرقية للذبابة البيضاء، بينما المكافحة الزراعية والميكانيكية ومانعات التغذية تعتمد اعتمادًا كليًا على طور الحشرة الكاملة، ولذلك فمن الأهمية معرفة سلوك الحشرة الكاملة.
ولفت "فهيم" إلى أن الذباب الأبيض يتغذى عن طريق الوصول إلى لحاء النباتات، وإدخال اللعاب السام وخفض ضغط سريان العصارة داخل النباتات بشكل عام، وبسبب تجمع الذباب الأبيض بأعداد كبيرة، يمكن أن تموت النباتات الحساسة بسرعة.
واستخدام مبيدات الآفات الأولية قد يكون ضروريًا لمكافحة الإصابات الشديدة، غير أن الاستخدام المتكرر قد يؤدي إلى ظهور سلالات من الذباب الأبيض تكون مقاومة للمبيدات، لذلك لا يُنصح إلا باستخدام المبيدات الحشرية الانتقائية (المتخصصة).
المكافحة الكيميائية
وأكد "فهيم" أن الطريقة الكيميائية باستخدام المبيدات الحشرية المتنوعة ما زالت هي الطريقة الأكثر استخدامًا في كافة بلدان العالم، ولكن لوحظ في السنوات الأخيرة أن استعمال المبيدات في مكافحة الذبابة البيضاء يقابلها بعض الصعوبات نتيجة نشوء ظاهرة المقاومة عند هذه الحشرات للفعل السام للمبيدات المستعملة وخاصة للمبيدات الفوسفورية العضوية وحاليًا لبعض المبيدات البيريثرويدية الصنعية، ولذا يُنصح عند القيام بعملية المكافحة استعمال المبيدات الحشرية التابعة لهاتين المجموعتين بالتناوب بالتعاقب منعًا لتشكل ظاهرة المقاومة عند هذه الحشرات والتي تعتبر ناحية سلبية للمبيدات.
ونوه "فهيم" إلى أن كثير من المزارعين اعتادوا على استخدام مبيدات عالية السمية تعطي نتائج قتل فورية للحشرات لذلك ازدادت مقاومة الحشرات للمبيدات أضعاف وخصوصًا الذبابة البيضاء، مضيفًا أن المكافحة الكيماوية تنصب على الأطوار اليرقية للذبابة البيضاء، بينما المكافحة الزراعية والميكانيكية ومانعات التغذية تعتمد اعتمادًا كليًا على طور الحشرة الكاملة، ويجب الاهتمام بنظافة الحشائش وخاصة النجيلية التي تعتبر مأوى خطير لتطفل الآفة عليها وانتشارها، مع ضرورة انتظام التسميد وعدم إجهاد النبات تحت أي ظرف، ولأن الحشرات الثاقبة الماصة تنجذب للنبات ذو النمو الخضري العالي والذي يحتوي على عصارة أكبر وبالتالي عدم المغالاة في الأزوت ضروري للغاية، حيث أن الأصناف المقاومة أثبتت عدم كفاءتها في المقاومه تحت ظروف الجو المتقلب من الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة.
برنامج رش مناسب
وأوصى "فهيم" باستخدام أصناف وهجن مقاومة للفيروس من البداية، مع مراعاة اختيار ميعاد مناسب للزراعة بحيث لا يتلاقي ظروف الطقس المناسب مع مرحلة حساسة من عمر النبات، ونصح أيضًا بالتبكير بالمكافحة لعدم تداخل الأجيال وتراكم تعداد الحشرة (بيض وحوريات) وزيادة عدد الأجيال، والقضاء على الأطوار الأولى (الأكثر ضعفًا) يحد كثيرًا من كثافة الذبابة وينخفض تعدادها تدريجيًا، ويفضل استخدام مبيد الأكتارا مع الري مع بداية الإصابة، واختيار برنامج الرش المناسب إذ يؤثر المبيد على حيوية البيض وطور الحورية ويؤثر على خصوبة الإناث، كما أن المبيد يؤثر على النمطين الحيويين للذبابة.
واقترح "فهيم" أن يتم الرش بأحد المركبات التالية:
* ابللود + اكتارا
* موفنتو + افسكت (تركيز مخفض و لمرة واحدة)
* اوبيرون + لامبادا
* زيت صيفي يفضل بارافيني (حرارة أقل من ٣٠ درجة)
* في حالة تعدي الإصابة الحد الحرج، يمكن الخلط بين مركبين إحداهما يعمل على الجهاز العصبي أو مانع للانسلاخ، والآخر يعمل على الحشرة الكاملة مثل (كاب اكسترا 40 جم + 250 سم دولف أو اكوروش/٢٠٠ لتر ماء) أو ابللود ٣٠٠ سم + 250 سم دولف أو أكوروش بمحلول رش ٢٠٠ لتر، ويفضل الرش في الصباح باكر أو في آخر النهار.
* رفع معدل الرش إلى ٣٠٠ لتر للفدان على الأقل، مع التركيز على السطح السفلى للأوراق.
* توقيتات الرش والمرحلة العمرية للنباتات:
- اميدا كلوبرايد ٣٥٪ فى مرحله قبل الازهار.
- ثياكلوبريد والأفضل سائل.
- اميدا كلوبرايد ٧٠٪ بودرة.*مع مراعاة فترة التحريم قبل الجمع.
* الرش بالسيلسيلك اسيد ٢٠٠جرام + 250 جم أحماض أمينية .
*الحقن فى ماء الرى بفوسفور عالي.