د. لبنى محمد تكتب: 35 مليون طن مخلفات زراعية تنتج 11 مليون طن علف وأسمدة عضوية
كثر الحديث عن أهمية التوسع في الزراعات العضوية، بعد أن أقر البرلمان المصري قانونا لها، يفيد في رفع القيمة المضافة من حاصلاتنا البستانية، بالتسويق المحلي المربح، وبالتصديق.
وبعد ظهور القانون للنور، يجب الاستفادة من المخلفات الطبيعية للزراعة المصرية، والتي تقدر بنحو 35 مليون طن سنويا، وذلك بتحويلها إلى أعلاف وأسمدة عضوية، بدلًا من حرقها، وتحويلها إلى غازات وأكاسيد تتسبب في ظاهرة "الاحتباس الحراري".
وتشير الدراسات والأبحاث إلى إمكانية تحويل هذه المخلفات إلى 7 ملايين طن علف، وأربعة ملايين طن أسمدة عضوية "كمبوست"، ليتخلف عنها نحو 12 مليون طن مخلفات صلبة أخرى.
وتعتبر إعادة التدوير المنتظم للمخلفات الزراعية، أكثر الطرق كفاءة للوصول إلى المستويات المثلى من المواد العضوية في التربة، والتي يجب أن تصبح سمة من سمات الزراعة الحديثة.
ويعرف المخلف الزراعي بأنه جزء من النبات لم يستغل اقتصاديا، مثل تبن القمح والشعير والكتان والعروش، مثل عرش البنجر والطماطم والبطاطس وبقايا المشروم spent compost filter mud , vermicompost، إضافة إلي متبقيات جريد النخيل، ومتبقيات تقليم أشجار الشوارع والميادين العامة والمتنزها.
كما توجد مواد أخري غير خشبية مثل القنب والبوص والحلفا والبامبو وغيرها ونواتج تقليم أشجار الفاكهة.
وتعاني أغلب الدول العربية الحارة من قلة المواد العضوية في التربة، كما تشكو هذه المناطق من قلة موارد المياه العذبة، ونظراً للزيادة السكانية وزيادة الطلب على إنتاج الغذاء.
ومع النقص الشديد في مساحات الأراضي الزراعية وانخفاض محتواها من المادة العضوية، تم استخدام الأسمدة المعدنية والمبيدات لزيادة الإنتاجية، مما أدى إلى تلوث البيئة.
ومع التقدم في العلم، تم اكتشاف بديل فعال لتقليل التلوث الناتج عن استخدام الكيمياويات الزراعية، وهو إعادة استخدام المخلفات الزراعية وتحويلها إلى محسنات التربة أو سماد طبيعي (الكومبوست) يحتوي على مادة عضوية متحللة عالية الجودة، تحسن الخواص الزراعية للتربة التي تخلط بها، حيث تعمل على تحسين بنية التربة ونمو الجذور، وتزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء لفترات طويلة.
وتعتبر الأسمدة العضوية أيضا بديلا جيدا للأسمدة المعدنيه، مما يساهم في زيادة إنتاج وحدة المساحة من الأرض وهذا يعزز الأمن الغذائي اعتماداً على الذات.
الفوائد الناتجة عن إعادة تدوير المتبقيات الزراعية:
1- تخفيض معدلات التلوث البيئي الناشئ عن حرق المتبقيات الزراعية نتيجة تصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون، أول أكسيد الكربون وغازات أخرى، مما يتسبب فى ظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتالي زيادة ارتفاع دراجات الحرارة على سطح الأرض وظهور السحابة السوداء.
2- تخفيض معدلات استخدام الأسمدة الصناعية الكيماوية مثل اليوريا وغيرها، وذلك بالاتجاه إلى الزراعات العضوية والخالية من المبيدات الكيماوية.
3- زيادة دخل المزارع نتيجة لزيادة إنتاجية الأراضي، وانخفاض معدلات استخدام الأسمدة المعدنية والصناعية، وكذلك انخفاض معدلات استخدام المبيدات الكيماوية.
4- قطع دورة حياة الكثير من الحشرات التي تبقى مع المتبقيات الزراعية في حال تخزينها فوق سطوح المنازل مثل دودة ورق القطن.
5- زيادة إنتاجية وخصوبة الأراضي نتيجة استخدام الأسمدة العضوية الغنية بالمواد العضوية والآزوتية والدوبالية.
6- إقامة بعض الصناعات الصغيرة على البقايا الزراعية، وبالتالي زيادة الدخل للمزارع من عائد هذه الصناعات مثل عيش الغراب أو الأعلاف الخضراء وغيرها.
7- توفير فرص عمل للشباب من الخريجين لإقامة المشروعات والصناعات الصغيرة على تلك البقايا الزراعية.
8- الحفاظ على البيئة من التلوث الناشئ عن تراكم تلك المتبقيات من خلال عمل المكمورات السمادية لدى كل مزارع.
نتائج الأبحاث الحالية
نتائج الأبحاث الحالية تؤكد على أن عملية معالجة النفايات الصلبة والتخلص منها من أهم المشاكل نظراً لتأثيرها السلبي على البيئة والصحة العامة من جهة، وارتفاع تكاليف عمليات الجمع والنقل والتخلص من الكميات الكبيرة المتولدة من جهة أخرى. وأهم ما يميز تركيب النفايات الصلبة البلدية في معظم الدول النامية، احتواؤها على جزء كبير من النفايات العضوية القابلة للتحلل البيولوجي (نفايات الخضار والفواكه والنفايات الزراعية ونفايات الطعام وغيرها) حيث تصل أحياناً إلى 80% من نسبة تركيب النفايات.
لذلك تعتبر عملية المعالجة البيولوجية للنفايات بتحويلها إلى محسنات تربة (كومبوست) من أهم الطرق المتبعة لمعالجة النفايات العضوية نظراَ لأهميتها البيئية والاقتصادية.
توصيات الأبحاث
وتوصى الابحاث المقدمه فى هذا المجال بضرورة استغلال النفايات العضوية الناتجة من أسواق بيع الخضار والفواكه في المعالجة البيولوجية الهوائية، وذلك لمزايا استغلال هذه النفايات بهذا الاتجاه، حيث يتم معالجة النفايات والتخلص منها بشكل صديق للبيئة، وإنتاج محسنات للتربة قابلة للتسويق منها.
ويراعى ضرورة فرز النفايات وعزلها عند مصادر توليدها بمساعدة المؤسسات المعنية، وضرورة تطبيق طرق معالجة بيولوجية هوائية أو لا هوائية متقدمة لاستغلال المواد العضوية كتحويلها إلى محسنات التربة و الحصول على الغاز الحيوي القابلان للتسويق، وعدم التخلص منها برميها في المطامر، وبالتالي تقليل كمية الفضلات المراد التخلص منها وحماية البيئة من التلوث.
* أستاذ البحوث في المعمل المركزي لأبحاث وتطوير النخيل - مركز البحوث الزراعية