رمضان في زمن كورونا .. مواطنون يرفعون شعار ”الياميش ميلزمنيش”
كفة السلع الغذائية تتفوق على الياميش .. ومواطنات يؤكدن "هناكل تمر وتين" من صنع أيدينا
الغرفة التجارية: مفيش فرق كبير في الأسعار.. والاستهلاك السنوي يصل 50 مليون دولار
أيام ويحل شهر رمضان الكريم، واكتسب ياميش رمضان أهمية خاصة لدى المواطنين خلال الشهر الكريم، واعتبره البعض جزءًا أساسيًا على مائدة الإفطار.
وجرت العادة على أن تنطلق الأسرة في تدبر كافة احتياجات هذا الشهر، ومنها الياميش، إلا أن الوضع مختلف هذا العام بسبب جائحة كورونا الجديد، الذى أثار الفزع بين المواطنين، وطل بتداعياته على المستوى الاقتصادي، ومنها سوق السلع، فضلا عن تسببه في وقف أرزاق شريحة من المواطنين ذات الدخول الغير ثابتة "العاملون باليومية".
ومن جهتهم، فقط اختلفت سلوكيات المواطنين من حيث مدى إقبالهم على شراء الياميش هذا العام، وبرروا سلوكهم بأسباب عديدة منها عدم حبهم للياميش من أساسه أو تفضيل شراء الأشياء الأكثر أهمية كاللحوم والسلع الغذائية من أرز وسمن ومكرونة وخلافه، توفيرًا للنفقات في ظل تراجع دخولهم.
ودفع الخوف من كورونا وأسعار الياميش فئة أخرى من المواطنين لإعداد ما يمكن إعداده في المنزل، ومنهم "مروة السوري"، مواطنة مقيمة بالقاهرة، والتى ذكرت أنها تقوم مع والدتها بتجفيف التمر والتين باعتبار أن تجفيفهما في المنزل سيكون صحي أكثر، مضيفة أن أغلب ربات البيوت، وخاصة المناطق الشعبية بيقوموا بفعل ذلك.
وأكدت أن أزمة كورونا قد تكون سبب لجعل الناس تعتمد على كل الحاجات الطبيعية وتجفيفها بدلاً من شرائها خاصة المواطنين الذين اتقطع دخولهم أو كان غير منتظم .
وأضافت :" انا وأمى بنجيب عادى كل احتياجاتنا مش بكمية كبيرة أو قليلة على حسب الرغبة ومافيش عندنا قلق من النزول والذهاب لشراءه، أما عن اسعار الياميش، فهي أغلى من السنة اللى فاتت وخاصة بمنطقة الأزهر والحسين".
ومن جهتها، قالت أسماء صبحي مواطنة في المنوفية:"أحنا هنركز أكتر على السلع الأساسية بما أن الحظر مستمر، وبسبب الكورونا دي بنركز على أي حاجة ممكن نعملها في البيت ، واعتقد كل الناس عندي هيركزوا أكتر علي السلع الأساسية في ظل ارتفاع الأسعار والحظر".
وتابعت :"انتشار الكورونا هيأثر على سوق الياميش جدًا لاني معظم الناس هتعمله في البيت لو هتركز على السلع المهمة، والأسعار السنة دي مرتفعة وفيه استغلال كبير لازمة الكورونا من جانب التجار".
وقالت دعاء رحيل، ربة منزل، أنها اشتريت كمية قليلة من التمور مقارنة بالعام الماضي، في حين ركزت بشكل أكبر في شراء أسماك واللحوم، مضيفة أن أغلب من تعرفهم فعلوا مثلما فعلت.
وأضافت أن ظهور كورونا أثر على الأجواء العامة وجعلت البعض لا يشعر بالشهر الكريم، مؤكدة أن التجار يستغلوا كورونا وموسم رمضان لرفع الأسعار بما فيها الياميش .
وأختتمت حديثها:"كل اللى اعرفهم مش منتبهين لشراء الياميش والكلام ده، مركزين على الأكل التاني ذى الفراخ والسمك وكدا يعني، وبيقولوا أن الياميش ده تسالى يعنى ممكن نستغنى عنه".
ومن جهته، أكد بائع ياميش بإحدي المحلات بالجيزة، رفض ذكر أسمه، أن انتشار كورونا وحظر التجول غيرت الأوضاع بصفة عامة، وأثرت على أجواء الحماس والفرح بشهر رمضان.
ونوه بأن الإقبال حاليا محدود، لكنه من الممكن أن يزيد خلال الأيام القادمة، مؤكدًا أن أسعار الياميش لا تشكل مشكلة بالنسبة للمواطن باعتبار أنها سلعة ليست بنفس أهمية المواد الغذائية الأخرى كاللحوم والدواجن والأرز وخلافه، مضيفا أن من سيجد الاسعار مناسبة له فسيشتري، ومن لا يجد أنها غير مناسبة لن يشتري.
ووسط تأكيدات بعض المستهلكين بأن أسعار الياميش مرتفعة هذا العام، أكدت شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية أن أسعارها لم تختلف كثيرًا عن أسعار العام الماضي.
ووفقا للأسعار المعلنة والمتداولة في المحلات والمجمعات الاستهلاكية فسعر التمر الجاف يتراوح من 10 إلى 14 جنيه، والتمر النصف الجاف 32 جنيه، والقرصيا من 53 إلى 75 جنيه، ومشميشية من 50 إلى 85 جنيه، والزبيب الإيراني من 60 إلى 100 جنيه، والزبيب المصري من 40 إلى 80 جنيه، والبندق بالقشر من 100 إلى 160 جنيه، وجوز الهند من 36 إلى 80 جنيه، وقمر الدين سوري 20 إلى 30 جنيه، وقمر الدين مصري من 19 إلى 21 جنيه، وعين الجمل من 100 إلى 300 جنيه، وتين جاف من 20 إلى 35 جنيه، ولوز بالقشر من 100 إلى جنيه 180، ولوز مقشر 190.
ومن جهتها، قالت الدكتورة إيمان سالم، مديرة معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن أغلب ياميش رمضان يتم استيراده من الخارج، ما عدا التمور.
واضافت أن التمور المتوجدة حاليا في الأسواق تمر محلي، لافتة إلى أن مصر تعد هي الأولى في إنتاج التمور على مستوى العالم، وهناك إنتاج وفير منه، وجزء كبير منها يتم تسويقه في موسم شهر رمضان، في حين يتراجع استهلاكه في الشهور الأخرى من السنة.
وفي نفس السياق، أكد على هاشم، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، أن أغلب الياميش نستورده من الخارج، في حين يوجد إنتاج وفير من التمور المحلية.
الجدير بالذكر أن شعبة العطارة بالغرفة التجارية، أعلنت في مطلع الشهر الماضي، أن استهلاك المصريين من الياميش سنويًا يصل لـ 50 مليون دولار، ويتم إستيراده أغلبها من الخارج ومنها إيران وسوريا، مؤكدة أنها متوافرة في الأسواق، ولم تتأثر بأزمة كورونا، نظرًا لوصولها في يناير وفبراير الماضيين، أى قبل تفاقم أزمة كورونا وتطبيق الحظر.