مصير البطولات من كورونا !
سادت حالة من القلق والذعر لدى محبي كرة القدم حول العالم بعد انتشار فيروس كورونا المستجد ، وخصوصا بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تعليق كافة البطولات و الأنشطة الرياضية المحلية و القارية ، مع وجود اتجاه لإلغاء بعض الدوريات أو منح اللقب للمتصدر حسب اللائحة الخاصة بكل دوري
البداية مع الدوري الإيطالي ، فقد أعلن الاتحاد الإيطالي تجميد النشاط الرياضي في البلاد بعد هذه الأزمة حيث أن إيطاليا أكثر البلاد تعرضاً لهذا الوباء ، وقرر الاتحاد أنه في حالة استمرار الوضع كما هو عليه الآن فلن يتم منح اللقب ليوفنتوس باعتباره الفريق المتصدر للدوري وقت إعلان قرار تجميد النشاط .
كما أنه لن يهبط أي فريق إلى دوري الدرجة الثانية ( كاليتشو بولي ) ولكن سيصعد أصحاب المركزين الأول والثاني من القسم الثاني إلى الدوري الممتاز ،، ونفس الأمر في الدوري الألماني حيث أن الاتحاد الألماني أعلن أنه لا بطل لهذا الموسم من البوندسليجا رغم تصدر بايرن ميونخ للدوري ، كما أنه لن يهبط أي فريق إلى القسم الثاني
أما الدوري الإنجليزي ، وبعد أن كان فريق ليفربول اقترب من تحقيق اللقب بعد غياب 28 عام ، وبعد أن كان متصدراً بفارق 25 نقطة عن أقرب منافسيه ، سيتم إلغاء الموسم كأن لم يكن ، حيث أن لائحة الاتحاد الانجليزي تنص على إلغاء البطولة تماماً ، كما أنه لن يهبط أي فريق إلى دوري الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخ الدوري ، ولن يصعد أحد إلى الدوري الممتاز ، وبالتالي سيكون الموسم القادم بمثابة إعادة للموسم الحالي و سيشارك في دوري أبطال أوروبا و كأس الاتحاد الأوروبي نفس الأندية التي شاركت هذا الموسم
.الأمر مختلف تماماً في الليجا الاسبانية ، حيث أن الاتحاد الاسباني وضع ثلاث سيناريوهات ، الأول هو منح اللقب للفريق المتصدر وقت حدوث الإلغاء ، والثاني هو منح اللقب للفريق الذي تصدر الدوري في الدور الأول ، والثالث هو منح اللقب لبطل الموسم الماضي ، ووفقاً لجميع السيناريوهات فإن البطل هذا الموسم سيكون ( برشلونــة )
و خسرت كرة القدم كثيراً من الناحية المادية بعد انتشار هذا الوباء المستجد ، حيث أن رابطة الدوري الإنجليزي قد باعت حقوق البث الفضائي للمباريات لمدة ثلاث مواسم حتى عام 2022 مقابل 9 مليار جنيه استرليني ، أما رابطة الدوري الإيطالي فقد خسرت 650 مليون يورو ما بين عقود الرعاية و البث الفضائي ، أما الدوري الألماني فقد بلغت خسائره نحو 750 مليون يورو ، وأخيراً قد بلغت خسائر الدوري الفرنسي 400 مليون يورو ، وعلى الصعيد القاري فقد قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل بطولة كأس الأمم الأوروبية إلى 2021 بسبب انتشار الفيروس بشكل كبير في القارة العجوز ،كما تأجلت بطولة كأس أمريكا الجنوبية ( كوبا ) و دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو .
نستنتج من ذلك أن الرياضة بشكل عام و كرة القدم بشكل خاص هي الخاسر الأكبر من انتشار هذا الوباء ، سواء بتأجيل بعض البطولات أو إلغاء البعض الاخر أو تسريح بعض الأندية للاعبيها أو مدربيها ، أو الخسائر المادية الكبيرة للأندية ، وتخفيض رواتب اللاعبين و فسخ بعض العقود
نتمنى من الله أن يرفع هذا البلاء و أن تعود الحياة الرياضية كما كانت ، وتستأنف البطولات المحلية والقارية بشكل طبيعي .