صرخة صدق فى حق الطماطم
الطماطم
سيدة الخضار ، رضاها يُسعد الجميع ، وغضبها يَقتل الكثير.. ومع نهايات شهر ابريل من كل عام يكتمل نضج ثمار الكانتلوب وتبدأ بشرى حلاوة مذاق البطيخ.
يتجاهل المُزارع هذه الثمار للتركيز والتحضير لعروة زراعة المجنونه ( الطماطم ) ويبدأ في التضحية بكل نفيس للحصول علي بذورها وشتلاتها رغباً وطمعاً في تحقيق مكاسب كبيرة وفي وقت قصير.
تزامناً مع هذا الحدث تُعقد في الغرف المغلقه اجتماعات لملاك هذه التقاوي والتجار للترتيب والتخطيط لكيفية بيع اكبر كمية بأعلي سعر وماهي الطريقة التي يمكن من خلالها الاستحواذ علي جمع اكبر كمية من نقود هذا الفلاح.
وتستعد شركات وتجار بيع الأسمدة والمبيدات في تجهيز اكبر اعداد من المبيدات والاسمدة المتنوعة التي تحقق وتضمن سير هذه العملية بسلام ونجاح.
ويحل سبتمبر موسم الحصاد ، وتأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن حيث تَدني اسعار المحصول للحد الذي يُفقد الفلاح ما تبقي له من ذرة أمل.. خسارة لا تُبقي ولا تذر ، فهنا وعلي صخرة الاحلام تبدل الحُلم الي كابوس كبير ، هنا خسارة فادحة احرقت الأخضر واليابس ، هنا تبدلت الاماني وتَغيرت ملامح الابتسامة الي وجه عبوس وكأن هذا الفلاح يُساق الي الموت.
بلغت تكلفة الفدان هذا الموسم صيف ٢٠٢٠ الي ما يقرب من ٤٥ الي ٥٥ الف جنيه في الوقت ذاته متوسط عائد الفدان من ١٧ الف الي ٢٥ الف جنيه خسارة كبيرة وفادحة فقط في ٧٥ يوم
ويبقي الصراع مستمر داخليا وخارجيا.
اصحاب الغرف المغلقه يستعدون وبنفس التخطيط للقيام برحلة الشتاء كما كانت رحلة الصيف ولكن هذه المرة أشد تخطيطا حيث المعلومات الواردة ان التحصيل معدوم والمكاسب كبيت العنكبوت.
ماذا عسانا أن نفعل ؟ يرد هذا الجالس بجانب كرسي المدير بأقتراح البيع نقدي وفقط ونختصر البيع علي التاجر فلان وفلان اقتراح لا يري فيه سوى مصلحة مؤسسته التي كانت لها الفضل عليه في امتلاكه لسيارة فارهه.
ويبقي السؤال.. من المسئول ؟
اعتقد ان الكل مسئول مسئولية كبيرة جدا ولا أحد مُعافي من هذه الجريمة..
ويبقي اول المتهمين هو الفلاح حيث هو من وضع حبال المشانق حول رقبته فقبل انتهاء موسم زراعي معين تراه يحاول عبثا البحث عن كيفية مضاعفة المساحة المزروعة بغض النظر عن المكسب والخسارة .
النداء الاول له.. عليك الان الحد وتقليل مساحة الزراعة حتي يرتفع الطلب ويقل المعروض ونصل الي السعر العادل.
النداء الثاني الي تجار التجزئة والمبايع يمكن ايضا البيع بالسعر العادل فلايمكن ابدا الاستمرار في شراء قفص طماطم ب ٣٥ جنيها ٢٠ كيلو، وتستمر ايضا في بيع الكيلو بسعر ٣ جنيهات، عليك تقليل السعر لبيع كمية اكبر للمستهلكين.
النداء الثالث الي اصحاب شركات البذور وتجارها وكذلك السماد والمبيد، فعليهم مناقشة وتغيير اسعار البيع والحد من المكاسب الباهظة، وعليكم التوجيه الصحيح للفلاح ونشر التوعية بأن المزروع كبير وكثير واقتراح تنظيم العروات حتي لا تتكدس الزراعات بمحصول معين وفي توقيت معين.
نشر افرادكم في كل مكان لتقديم العون والنصيحة والتحلي بالمهنية في كل شئ.
النداء الاخير متي تستيقظ التعاونيات وتقدم دورها ومسئوليتها الي الفلاح..
هل تتحرك الوزارة لمعرفة ودراسة كمية التقاوي التي تستوعبها الاراضي والحد من استيراد الزائد منها، حصة لكل شركة علي حسب كفاءة منتجها ؟
صرخة نرسلها علي موجات بحر طولها الحق وعرضه الصدق..
نداء بنقطة نظام نبدأ من خلالها موسم جديد يحقق اهداف الجميع..
ميثاق مهني نطلبه من الوزاره والشركات والتجار والفلاح لتستمر قاطرة التنمية ويَسعد الجميع
ما دون ذلك سيستمر الصراع وتتبدد الآمال ، وتتحطم الاحلام ، وتتبدل الاحوال من عز الي ذل ومن قوة الي انكسار
وان لكل نبأ مستقر ولسوف تعلمون
وسلاما علي كل الزراعيين تحت كل سماء وفوق كل ارض