شيخ الصيادين في دمياط يكشف عن سلبيات تعميق البحيرات
كشف السيد زكريا رجب شيخ الصيادين بدمياط عن عدد من سلبيات تعميق البحيرات خاصة على الصيادين أصحاب مهه الصيد الهامشية القديمة والمستمرة إلي الآن.
س: هل يمكن استمرار مهنة الصيد في بحيرات مصر، إذا تم تعميقها بمنسوب 2.5 - 3 أمتار؟
ج: هؤلاء الصيادون الذين يعملون بتلك الحرف ليس لديهم الأموال الكافية لتجهيز مركب وشباك صيد وخلافه، لأن تجهيز مركب صغير للصيد يعمل بها إثنان أو ثلاثة أشخاص، يحتاج إلى 50 ألف جنيه على الأقل.
أما من يعملون بهذه الحرفة، فلن يحتاجوا لأكثر من جركن مستعمل أو (مشكاك) أو (شلب)، ليضعوا فيه ما يصطادوه من أسماك، وثمن هذه الأدوات لا يتعدى 10 جنيهات.
وتعميق البحيرة لن يزيد إنتاجها من الأسماك بل بالعكس سيقل الإنتاج، لأن أسماك البحيرة تعتمد على التغذية الطبيعية فى البحيرة من نباتات وطحالب وهائمات مائية وأسماك صغيرة.
وكل هذه تحتاج إلى أن يكون العمق من 50 إلى 150 سنتيمترا فقط، حتى يصل الضوء إلى الأعماق وتنموا النباتات المائية التي تحتاج للضوء لإتمام عملية البناء الضوئي، وبدون ذلك لن تنمو الناتات المائية.
التعميق في المزارع السمكية الصناعية مطلوب، ويزيد الإنتاج لأن أسماك المزارع تعتمد على التغذية الصناعية من الأعلاف الصناعية التي تلقى إليها، وكلما زاد العمق يكون هناك متسع أكبر لمزيد من الأسماك.
وأكبر دليل على ذلك البحر الأبيض المتوسط فمتوسط عمق البحر 1500 متر ومع ذلك إنتاجه ضئيل جداً إذا ما قورن بنفس المساحة من البحيرات.
وأن سبب تفوق البحيرات على البحار في إنتاج الأسماك، هو خصوبتها ووفرة الغذاء من النباتات المائية والطحالب البحرية التي تتغذى عليها الأسماك في البحيرات، وكذلك يكثر فيها البلانكتون - وهو الغذاء الرئيسي للأسماك، وكذلك الطحالب المائية والأسماك الصغيرة التي تتغذى عليها الأسماك الكبيرة.
كما أن تعميق البحيرة سيحيل آلاف الصيادين إلى البطالة لأن عمق المياه لن يسمح لهم بالصيد الحر، وبحيرة المنزلة يعمل بها الآلاف من الصيادين، الذين يعولون آلاف الأسر.
نتمنى أن توضع مصالح الصيادين وفرص عملهم فى اعتبار متخذ القرار، فالهدف من التطهير والتطوير هو زيادة الإنتاج وتوفير فرص أكثر للعمل، ولذلك يجب أخذ رأي العلماء المتخصصين وكذلك اباستعانة بأصحاب الخبرة من الصيادين، قبل الإقدام على أعمال التعميق في البحيرات.
وفقكم الله إلى ما فيه الخير لمصر وأهلها