الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 10:40 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكشف..كيف تحول علم الدكتور رشدي سعيد إلى تهمة في ملف أمني ؟

وسط ركام الملفات التى احترقت بمقار جهاز أمن الدولة أثناء انتفاضه يناير 2011 كان هناك ملف مدوّن عليه اسم العالم وخبير الجيولوجيا العالمى رشدى سعيد، الحاصل على الدكتوراه من جامعه هارفارد.

ملف كان محفوظاً وسط أكوام يشكل أصحابها خطراً على أمن الدولة من منظور الجهاز آنذاك !!! بالرغم انها ابحاث منشوره !!!. ولذا كان رشدى سعيد ضمن قائمة السياسيين الذين تم اعتقالهم قبيل مقتل السادات بالرغم من تصادف وجوده فى أمريكا حينذاك!!

إننى كأحد الذين تشرفوا بمعرفة د.رشدى سعيد عن قرب، وبالأخص خلال فترة عملي كمستشار زراعى بواشنطن التى اختارها وزوجته كمنفى اختياري فى حياته ومستقر أبدى، حيث دُفن مغترباً .


وأقسم بالله بإننا لو كنا انصتنا أو قرأنا محتوى الملف لأمكننا تفادي الكثير والكثير من المشاكل التى نكتوى بنارها اليوم !!!. فما هى آراء عالمنا الراحل التى أصبحت رماداً ؟


■ تنبأ الدكتور شكري سعيد مبكراً بأن الزيادة السكانية وكثافتها العشوائية المتزاحمة على طول وادي النيل سوف تكون أكبر تحديات مصر الحاضرة والمستقبلية .
■ انتقد تصدير مصر للغاز، مستنداً إلى رؤية علمية وتاريخية للارتباط بين وفرة الطاقة ونشأة الحضارات،
■ انتقد اغفالنا أهمية توطيد علاقتنا السياسية والاقتصادية بدول حوض النيل، وبالأخص إثيوبيا التى لم نفلح فى استثمار ارتباطها الروحى بالكنسية المصرية لتوطيد أسس دبلوماسية شعبية كفيلة بتفادي أي صراعات مستقبلية على مياه النهر.
■ طالب بإعلان وادى النيل محمية طبيعية لوقف تصحرها بالزحف العمرانى !!
■ نصح باستخدام مواردنا المحدودة من المياه الجوفية فى إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة لكونها تحقق عائداً أعلى من قصر استخدامها فى الزراعة.
■ حذر من عواقب افتقاد البعد الاجتماعى فى سياسات تملك الأراضى بالمدن الجديدة التى تمثل عناصر طاردة للتوطين خارج الوادى بسبب غلاء أسعار الأرض والمسكن!!
■ حذر من عواقب سياسات التوسع الشاطئى على طول الساحل الشمالى الغربى التى انتهت بمنتجعات الأثرياء ومشاهد التلوث البصرى والبيئى دون أى تنمية حقيقية للموارد الأخرى المتاحة بوفرة!!


رحم الله رشدى سعيد الذى ضاق بعبقريته نظام رافض للعلم والعلماء.. فلم تجد أبحاثه وخبراته طريقاً سوى الحفظ فى ملف أمنى!!.