مزارعون سعوديون يتعلمون الزراعة المثلى لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها
زيت المورينجا .. محصول استراتيجي ثالث لمزراعي منقطة العلا السعودية بعد التمور والحمضيات
شهدت منطقة العلا السعودية، خلال الأونة الأخيرة، زراعة مساحات كبيرة من الأراضي بأشجار المورينجا (البان العربي) التي تعلم المزارعون هناك آليات زراعتها، باعتبارها المحصول الثالث في المنطقة بعد التمر والموالح.
وتفيد المورينجا، التي تستخدم في مستحضرات التجميل وصناعة الأدوية وإنتاج الصابون، مزارعيها ونطاقا متزايدا من المستهلكين، مما يجعلها مشروعا مربحا للكثيرين.
وأقامت الهيئة الملكية لمحافظة العلا مركز بيرجرينا لدعم القطاع الزراعي في 2019 للتوعية بأهمية هذا المحصول وكيفية التعامل معه.
ويقول المزارع وليد الطويلعي، إنه بدعم من مركز بيرجرينا تعلموا طريقة الزراعة الصحيحة لأشجار المورينجا ... "حيث كنا نزرعها سابقا بشكل عشوائي على حدود المزرعة كمصدات رياح للحماية من الغبار والأتربة، كما كنا نزرع معها أشجار المورينجا الهندية، فأعطونا معلومة بضروة تقليص الهندية حتى لا يحدث تهجين ما بين العربي والهندي".
وأفاد الطويلعي أن المركز يجمع البذور من المزارعين ويعصرها لهم، ثم يشحن زيت المورينجا للمنتجين، ولكل مزرعة رمز خاص بها لتعقب البذور واختبار جودتها.
من جهتها، قالت رغد البوشي، مساعدة مختبر والمسؤولة عن قسم الإنتاج، إن مرحلة عصر البذور هي مرحلة الإنتاج، والتي تأتي بعد عمليه فرز البذور، "هذي الآلة متخصصة في عصر بذور البان العربي، حيث تنتج لنا الزيت في هذا الصحن، ثم يتجمع في خزان التصفية، وبقايا البذور والقشور تحفظ بطريقة متخصصة لاستخدامها في منتجات أخرى بإذن الله".
مسؤولة في مركز العلا تستعرض زجاجات معبأة بزيت المورينجا
أما آلاء الحازمي مساعدة مختبر والمسؤولة عن قسم الجودة، فتقول: "عملنا هنا في مركز البيرجرينا تحديدا في مختبر الجودة، يرتكز على التأكد من جودة الزيت .. نجري عليه اختبارات الحسية واختبارات التحليلية، لنتأكد من رائحة الزيت ولونه، وبعد هذا نبدأ الاختبارات التحليلية لنتأكد من جودة الزيت من حيث التلوث أو الأكسدة، ثم نُصدِر لكل دفعة زيت شهادات تؤكد جودتها".
مشعل الصباح، المشرف على تدريب المزارعين في مركز العلا، قال إن منتجات أشجار البان العربي، تستخدم في استخراج الزيوت العطرية، التي تدخل في صناعة العطور ومستحضرات التجميل، ولذا نشجع المزارعين على زراعتها، لافتا النظر إلى أن إنتاج المورينجا يعد ثالث أكبر إنتاج في محافظة العلا بعد التمور والحمضيات، مفيدا أنهم يقدمون في المركز خدمات للمزارعين سواء فيما يخص ممارسة الزراعة الصحيحة، أو فرز البذور وإنتاج الزيت، واختبارات جودته حسب معايير الجودة العالمية.
أمجاد الحسيني، مساعدة مختبر والمسؤولة عن قسم الفرز والتخزين نقدم في مركز بيرجرينا، فتحدد دورها في منظومة عمل المركز، "دوري هنا في المركز استلام البذور من قبل المزارعين والتأكد من جودتها وسلامتها وصلاحيتها لإنتاج الزيت، ومن ثم حفظها ونقلها إلى غرفة الإنتاج".
وفي البلدة القديمة بالعلا التي يزورها السياح والسكان المحليون على حد سواء، قالت أم سعود الشثري الزبونة التي تجوب شوارع المدينة "أول كنا نأخذ المورينجا نستوردها من برا وبالنسبة لي أنا تفاجأت حقيقة، منتج محلي، سمعت أنه ثالث منتج على مستوى مدينة العلا، ولذا فأنا سعيدة جدا إنه صارعندنا هذه المنتجات بهذه الجودة، والمنتج اللي زي المورينجا اللي هو مطلوب ومرغوب سواء كصوابين أو منتج تجميلي أو منتج طبي".