الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 11:02 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خبراء الصناعة في انتظار الغيث بعد القطرات الأولى .. والدكتور مجدي حسن فتح الملف

مربو دواجن ومنتجو بيض: عجز الصويا أغلق مصانع أعلاف .. وننتظر الخريطة الوبائية المصرية قبل موسم الشتاء

د. مجدى حسن رئيس المجموعة الدولية iFT، أثناء حديثه مع موقع
د. مجدى حسن رئيس المجموعة الدولية iFT، أثناء حديثه مع موقع
مدينة السادات

ـ مطلوب إعفاء كل قطع غيار العنابر واللقاحات والأدوية البيطرية وكل مستلزمات الصناعة من ضرائب القيمة المضافة

ـ الشتاء على الأبواب .. ولا نعرف شيئا عن الاستعدادات الحكومية للحالة الوبائية

- مطلوب إلغاء رسوم واردات صناعة الدواجن وحل "حساب التعويضات".. واستثمار أمواله في تعويض الخسائر

ـ مطلوب تفعيل دور اللجنة العليا للأوبئة

ـ نفوق + ارتفاع تكاليف التغذية = مزيدا من جنون أسعار الدواجن والبيض

حذر خبراء صناعة الدواجن في مصر من وضع كارثي محتمل، مع حلول موسم الأوبئة الشتائية، حال استمرار تصاعد مؤشر تكاليف الإنتاج، وذلك لبطء الإفراج عن خامات الإعلاف، خاصة بذرة الصويا، إضافة إلى ما يمثله سوء التغذية، وعدم القدرة على تطبيق اشتراطات الأمن الحيوي، في معادلة صحة الدواجن، وارتفاع معدلات النفوق.

وقال الخبراء في تصريحات خاصة بموقع "الأرض"، إن نِسَب النفوق عادة ترتفع في موسم الشتاء، خاصة لارتباط هذا الموسم بالكثير من أنفلونزا الطيور بنوعيها (شديد الضراوة ومنخفض الضراوة)، التي تعمل على خفض مناعة الطيور، فتكون فرصة لانتشار النيوكاسيل والجمبورو، الميكوبلازما، الإي كولاي، والتهاب الشعب التنفسية IB، "فما بالنا أن يتزامن هذا الأمر مع سوء التغذية، لتكون المحصلة المزيد من الخسائر".

خبير اللقاحات والطب البيطري

الدكتور مجدي حسن رئيس مجلس إدارة المجموعة الدولية للتبادل التجاري الحر iFT، الرائدة في مجال الأمن الحيوي واللقاحات والأدوية البيطرية، قال لموقع "الأرض"، إن ظهور أنفلونزا الطيور في أوروبا يجب أن يدفع وزارة الزراعة، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، لرفع حالة الاستعداد مبكرا لمواجهة أي ظهور محتمل للأنفلونزا، ما يعكر صفو دولة نجحت فيها 32 مؤسسة كبرى في اجتياز اختبارات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ومنحتها شهادة "منطقة خالية من الأوبئة"، وبذلك تملك حق تصدير الإنتاج الداجني إلى كافة الدول.

ويرى الدكتور مجدي حسن ضرورة تفعيل اللجنة العليا للأوبئة التي اعتبرها أحد أهم إنجازات وزير الزراعة الحالي السيد القصير، وذلك لمناقشة ما ينبغي تنفيذه خلال الفترة القليلة التي تفصلنا عن موسم الشتاء، "خاصة أن وزير الزراعة يولي هذا الملف اهتماما كبيرا، كأحد توجيهات القيادة السياسية".

وأوضح حسن في تصريحه لموقع "الأرض"، أنه لا بديل عن قراءة بيانات الحالة الوبائية الخاصة بالأعوام القليلة الماضية، وذلك لوضع خريطة وبائية حديثة، يشارك في رسم ملامحها خبراء الأمراض من الجامعات المصرية ومركز البحوث الزراعية، والمركز القومي للبحوث، وذلك بمشاركة مؤسسات صناعة الإنتاج الحيواني والداجني في تمويل دراسات الخريطة، "وهو أقل ما يمكن أن نقدمه للدولة التي تدعم البحوث الخاصة بكل ما يتعلق بتنمية الثروة الداجنة والحيوانية والسمكية، سواء من مؤسسات وزراة الزراعة، أو من كليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية".

خبراء إنتاج البيض

وأوضح المهندس إيهاب الشربيني مدير عام شركة صحارى لتعبئة بيض المائدة، إن عدم التغذية المثالية الناتج عن شح خامات الأعلاف، يتسبب في خفض مناعة قطعان الدواجن البياضة، وبالتالي مزيدا من النفوق، إضافة إلى انخافض معدل الإنتاجية عن الحد المثالي، "وهذا الأمر يرفع تكلفة طبق البيض في المرزعة".

وأضاف المهندس إيهاب الشربيني أنه من الضروري إعفاء كل مدخلات هذه الصناعة، بما فيها شراء العنابر، وقطع غيارها، والأدوية البيطرية واللقاحات من الضرائب والجمارك، مفيدا أنهم يشترون هذه المدخلات مضافا إليها ضريبة القيمة المضافة، ما يرفع تكلفة الإنتاج الذي ما هو إلا مواد غذائية استهلاكية.

وأشار الشربيني في تصريحه لموقع "الأرض"، إلى أن نسبة الـ 1 %، التي يدفعها المستورد على الذرة والصويا وإضافات الأعلاف وكتاكيت الأمهات والجدود، يجب أن تُلغى تماما، "كما يجب أن يُحَل حساب تعويضات منتجي الدواجن الموجود بحوذة وزارة الزراعة، حيث كان سبب إنشائه قائما على تعويض المضارين من الكوارث والأمراض الوبائية، ولم نرى منذ عام 2006 أن استفاد المربون أو الصناعة من واردات هذا الحساب".

خسائر صغار مربي التسمين

من جهته، قال عماد أبو ليلة (أحد صغار مربي الدواجن في محافظة المنوفية)، إن المربين يراهنون على نسبة التحويل في قطعان التسمين، "ولذلك نخشى أن يدخل موسم الشتاء فتزداد الأمراض، وتنخفض نسب التحويل، مع نقص الأدوية واللقاحات البيطرية".

عماد إبراهيم زكى مربى الدواجن في محافظة المنوفية يفحص سقايات الكتاكيت في عنبر تسمين (عدسة: "الأرض")

وأوضح أبو ليلة في تصريح بالصوت والصورة لموقع وقناة "الأرض"، أنه نجح خلال دورة التسيمن الأخيرة في تحويل 10 أطنان علف إلى 6400 كيلو جرام لحم من دواجن التسمين، أي أنه نجح في إحراز معدل تحويل قدره 1.56 كيلو جرام علف إلى 1 كيلو جرام لحم، وهو ما وصفه خبراء تغذية دواجن بأنه معدل مثالي جدا.

ضعف كفاءة التحويل مع الأمراض

وعلى الرغم من أن دورات التسمين في الشتاء تتميز بكفاءة تحويل أعلى من دورات تسمين الصيف، شرط الالتزام باحتياطات الأمن الحيوي الكاملة، حذر ا

لخبراء من تردي الحالة الوبائية، أو التهاون في إحكام اشتراطات الأمن الحيوي، وبالتالي تظهر الأوبئة التي تؤثر على أداء الطيور في التغذية وشرب المياه، ما يُتَرجَم عمليا في تراجع نسبة التحويل، ومعه الخسارة المالية، إضافة إلى حالات النفوق الطبيعية، التي تتراوح بين 4 و7 % في العنابر الحديثة، وقد تصل إلى 12% في العنابر المفتوحة أو التقليدية.

وطالب الخبراء وزارة الزراعة، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بضرورة اتخاذ الحيطة والتدابير الاحترازية مبكرا لمواجهة أوبئة الشتاء المحتملة، خاصة في ظل ظهور "أنفلونزا الطيور في أوروبا" خلال الأيام القليلة الماضية، وإعدام ما يتراوح بين 500 و650 ألف طائر في فرنسا وحدها، حيث وُصِف الوباء بأنه الأشد ضراوة بعد وباء 2015 في أوروبا، ما دفع السلطات لتجريب التطعيم بلقاحين ضد الأنفلونزا، ومطالبتها جميع دول الاتحاد الأوروبي بتعميم التطعيم.

خبراء صحة الدواجن والحيوان

وفي مجال صحة الدواجن، قالت الدكتورة منال زكي أستاذ صحة الدواجن والحيوانات والصحة العامة والبيئة في كلية الطب البيطري ـ جامعة القاهرة، إن أوبئة الشتاء تؤثر على الإنتاجية، سواء في كفاءة تحويل الغذاء إلى لحم في التسمين، أو في إنتاجية المبيض في أمهات البياض.

وحذرت الدكتورة منال من تفشي أمراض مثل: الالتهاب الشعبي التنفسي IB، أو النيوكاسيل، أو الجمبورو، مؤكدة أنها تتسبب في تراجع كفاءة التحويل في دواجن التسمين، "كما تضرب مبايض الدواجن، ومعها الأدينو فيروس، والماريك"

خبير رعاية الدواجن

ولخبراء رعاية الدواجن نصيب من الرأي فيما يخص الاستعدادات الواجبة لمواجهة أوبئة الشتاء المحتملة، حيث قال الدكتور محمد المناوي أستاذ رعاية الدواجن في كلية الزراعة - جامعة القاهرة، والخبير المعروف في هذا المجال، إن "الخريطة الوبائية" تمثل أساسًا فرضيا لهذه الصناعة.

وأضاف المناوي أنه طال الحديث عن هذه الخريطة، دون خروجها إلى النور "وذلك لأخطاء إجرائية"، نتيجة عدم التوصل إلى تشكيل فريق علمي خبير متخصص للرصد، والحصر، وتسجيل البيانات بشفافية، للحصول على قاعدة معلومات عملية حقيقية من أرض الواقع.

وأوضح المناوي أن نجاح برنامج لرسم خريطة وبائية مرهون بمشاركة "خبراء محايدين"، لا يملكون دجاجة ولا بيضة، ويتصفون بالنزاهة وعدم مجاملة بعض الجهات التي ينتمون إليها، "وهم كثيرون في مصر".