حصاد محصول شرق العوينات وتصفية القطعان وراء الظاهرة
توقعات خبيرة بهبوط مؤشر الذرة وارتفاع أسعار الدواجن .. والترحيب بمكونات الأعلاف المحلية
توقعت مصادر خبيرة في مجال صناعة الدواجن، تراجع أسعار الذرة الصفراء خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك لدخول موسم حصاد محصول شرق العوينات، ونشر أنباء الإفراجات الجديدة لشحنات ذرة أوكرانية من خامات الأعلاف المحتجزة في الموانئ المصرية، منذ مارس الماضي.
وقالت المصادر في تصريح خاص بموقع "الأرض"، إن تراجع أسعار الذرة لن يفيد في تخفيض أسعار الأعلاف، وذلك لاستمرار نقص الصويا وبلوغ سعرها أكثر من 24 ألف جنيه، وارتفاع أسعار الجلوتين، واختفاء إضافات الأعلاف الموثوق فيها (فيتامينات، أملاح معدنية، أحماض أمينية، و"داي ومونو كالسيوم فوسفات").
معادلة مضطربة في صناعة الدواجن
وقال المهندس سامي عايد رئيس مجلس إدارة المجموعة التي تحمل اسمه، إن تراجع أسعار الذرة عنصرا إيجابيا للصناعة، لكنه لا يصب في صالح الفلاح الذي حقق ربحا من العروة الصيفية للمرة الأولى منذ عقود طويلة، مفيدا أن بدء حصاد محصول الذرة الشامية في منطقة شرق العوينات بمحافظة الوادي الجديد سيوفر كمية لا بأس بها من أهم مكون علفي كانت مصر تستورد منه نحو تسعة ملايين طن سنويا.
وأوضح عايد أن تراجع سعر الذرة لن يكون بسبب الإفراجات الجديدة من الموانئ فقط، ولكن بسبب تصفية نسبة كبيرة من قطعان أمهات البياض (مائدة وتفريخ)، وإحجام الكثير من صغار المربين عن إدخال دورات تسمين جديدة، بسبب خسارة رساميلهم خلال دورات متعاقبة هذا العام.
وأضاف المهندس سامي عايد الذي يملك منظومة كبرى متخصصة في مجال صناعة الأعلاف وأمهات كتاكيت التسمين، أن الصناعة ستتجه خلال الشهور المقبلة لتصحيح أوضاعها ذاتيا، في ظل الوعكة القاسية التي تعرضت لها خلال الشهور القليلة الماضية من العام الجاري، لافتا إلى أن إنتاج مصنع العلف الخاص بمجموعة "سامي عايد"، قلص إنتاجه من 700 إلى 300 طن يوميا، بسبب انسحاب نسبة كبيرة من المربين من دائرة الإنتاج.
زيارة إلى مصنع DCP "إيفر جرو"
وأضاف عايد أثناء زيارته اليوم مصنع "إيفر جرو" قطاع التغذية الحيوانية، في مدينة السادات، أن عدم الإقبال على تربية دواجن التسمين، خفّض سعر الكتكوت إلى 1.5 جنيه، (أقل من نصف تكلفته)، متوقعا خروج الكثير من صغار المربين الذين لن يستطيعوا تأمين السيولة اللازمة لاستئناف تشغيل عنابرهم (70٪ من صناعة الدواجن في أيدي صغار المربين).
وأفاد عايد أن الأمل معقود على الزراعات التعاقدية في مجالي الذرة الصفراء وفول الصويا، ثم في تشجيع صناعة إضافات الأعلاف من الخامات المحلية، معربا عن سعادته ببدء إنتاج ثنائي فوسفات الكالسيوم DCP من "إيفر جرو" عملاق صناعة الأسمدة المتخصصة في مصر والشرق الأوسط.
ثنائي فوسفات كالسيوم DCP مصري
من جهته، أكد المهندس محمد الخشن رئيس مجموعة "إيفر جرو"، أن خط إنتاج ثنائي فوسفات الكالسيوم DCP داخل قلعة "إيفر جرو" في مدينة السادات، طرح باكورة إنتاجه في السوق المصرية، مشيرا إلى أن مواصفاته تفوق المستورد منه، كونه ينتج عن هضم صخر الفوسفات المصري بحامض الهيدروكلوريك، وليس الكبريتيك الذي يُستخدم في معظم صناعاته على مستوى العالم.
ووفقا للخشن، يوفر الخط الجديد احتياجات السوق المحلية كاملة (نحو 40 ألف طن سنويا)، وضعفيها للتصدير، حيث تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 120 ألف طن سنويا، "ما يعني حقن العملة الصعبة التي توجه لشراء هذا المُنتَج من الخارج لصناعة البروتين الحيواني في مصر، وجلب النقد الأجنبي بتصدير باقي الإنتاج الذي ينافس عالميا بالجودة والسعر".
ويفيد استخدام حامض الهيدروكلوريك في تصنيع ثنائي فوسفات الكالسيوم، في الهضم الكامل لشوائب صخر الفوسفات، ومنها: العناصر الثقيلة، والفلورين السام، "كما تضمن تكنولوجيا التصنيع الخاصة ضبط نسبة الكالسيوم عند حد لا يزيد على 25٪، والفوسفور عند حد لا يقل عن 18٪، كما أن الفلورين لا يزيد على نسبة 0.18%، ولا تزيد الرطوبة النسبية على 3٪.