أزمة إنتاج زيت عباد الشمس.. تراجع أوكراني وصعود منافسين في الأسواق العالمية
يشهد سوق الزيوت النباتية العالمية تغيرات جذرية مع انخفاض إنتاج بذور عباد الشمس في أوكرانيا بنسبة كبيرة، مما أثر على توفر زيت عباد الشمس عالميًا.
وقد تراجع الإنتاج الأوكراني من 15 مليون طن في الموسم السابق إلى حوالي 10-11 مليون طن، ما قلل المعروض وأدى إلى تقلبات ملحوظة في الأسعار.
تحولات في ترتيب الزيوت النباتية
لطالما تمتع زيت النخيل بموقع الريادة كأرخص أنواع الزيوت النباتية، حيث كان يُباع بخصومات تصل إلى 300 دولار/طن مقارنة بزيت فول الصويا. إلا أن هذا الموسم شهد زيادة حادة في إنتاج فول الصويا العالمي، ما أدى إلى هبوط أسعاره إلى 910 دولارات للطن في شيكاغو، ليصبح أرخص بنحو 220 دولارًا من زيت النخيل الماليزي، الذي بلغ سعره 1135 دولارًا للطن بفعل زيادة الطلب عليه في قطاع الوقود الحيوي.
في المقابل، يُتوقع أن تشكل حصة زيت النخيل 36% من الإنتاج العالمي للزيوت النباتية في السنة المالية 2024/25، يليها زيت فول الصويا بنسبة 30%، وزيت بذور اللفت 15%، وزيت عباد الشمس بنسبة 9%.
انخفاض الطلب الأوروبي وتنامي المنافسة الروسية
رغم انخفاض الإنتاج، ظلت أسعار زيت عباد الشمس الأوكراني أقل من زيت النخيل، تتراوح بين 1100 و1120 دولارًا للطن. ويرجع ذلك إلى تراجع الطلب الأوروبي نتيجة زيادة الإنتاج المحلي من فول الصويا وزيت بذور اللفت، حيث انخفضت واردات الاتحاد الأوروبي من زيت عباد الشمس بنسبة 17% مقارنة بالموسم السابق.
في المقابل، استغلت روسيا هذا الوضع، فزادت صادراتها إلى الصين والهند، أكبر المستوردين عالميًا، مستفيدة من الخصومات الكبيرة وتعميق التعاون مع هذه الدول، لتزيح أوكرانيا من موقع المورد الرئيسي.
توقعات مستقبلية
يتوقع أن يدعم انخفاض إنتاج زيت عباد الشمس أسعاره مستقبلًا، مع زيادة علاوته مقارنة بزيت فول الصويا وزيت النخيل. ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه أوكرانيا، إلى جانب التغيرات الهيكلية في الطلب والعرض، قد تعيد رسم خارطة تجارة الزيوت النباتية العالمية خلال السنوات القادمة.