الأرض
الثلاثاء 18 مارس 2025 مـ 06:53 مـ 19 رمضان 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

البرازيل تضاعف وارداتها من البرتقال المصري وسط أزمة إنتاج محلية

في تحول لافت في ديناميكيات السوق، عززت البرازيل، أكبر منتج عالمي للبرتقال، وارداتها من البرتقال المصري وسط تراجع إنتاجها المحلي. فبعد اعتمادها التقليدي على إسبانيا كمصدر رئيسي، أصبحت مصر المورد الأول للسوق البرازيلية في عام 2024، مع ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى 16.1 مليون دولار أمريكي، بزيادة مذهلة بلغت 113% مقارنة بعام 2023.

وسجلت واردات البرازيل من البرتقال نموًا حادًا بنسبة 90.3%، حيث ارتفعت الكميات المستوردة من 26,900 طن في 2023 إلى 51,200 طن في 2024. ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع الإنتاج المحلي، الذي تأثر بعوامل مثل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار مرض الاخضرار (HLB)، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج المتوقع لموسم 2024/2025 إلى 228 مليون صندوق، مقارنة بـ 307 ملايين صندوق في الموسم السابق.

ووفقًا لـ جيليرمي رودريجيز، المهندس الزراعي في فونديسيتروس، فإن الحرارة الشديدة أصبحت التهديد الأكبر لمحاصيل البرتقال، متجاوزة حتى تأثير مرض الاخضرار، الذي تسبب في فقدان مساحات زراعية كبيرة منذ ظهوره في ساو باولو عام 2004. ومع تأثر 44% من مزارع الموالح في المنطقة بالمرض، أطلقت "فونديسيتروس" حملة توعية لمكافحة الظاهرة من خلال حلول وقائية جماعية.

وساهمت اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وميركوسور، المفعّلة منذ 2017، في تسهيل تدفق البرتقال المصري إلى السوق البرازيلية، مما عزز التبادل التجاري بين البلدين. وفي هذا السياق، بدأت شركة 52W التجارية، ومقرها ساو باولو، استيراد البرتقال المصري في ديسمبر 2024، مستفيدةً من أسعاره التنافسية وجودته العالية.

ورغم هذه التحديات، لا تزال البرازيل لاعبًا رئيسيًا في سوق البرتقال العالمي، حيث تهيمن على 75% من صادرات عصير البرتقال عالميًا. كما تستمر صناعة البرتقال في دعم الاقتصاد المحلي، إذ ساهمت في خلق 45,112 وظيفة في ساو باولو خلال موسم 2023/2024، بزيادة 10% عن العام السابق، وحققت عائدات بلغت 1.15 مليار دولار أمريكي، أي 8.2% من إجمالي صادرات الولاية.

مع هذا التحول، يبرز البرتقال المصري كبديل قوي في الأسواق العالمية، مما يعزز مكانة مصر كمصدر رئيسي للموالح، وسط طلب عالمي متزايد على الفواكه الطازجة عالية الجودة.