الأرض
الأربعاء 16 أبريل 2025 مـ 05:30 صـ 18 شوال 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

صناعة الموالح في مصر تواجه تحولا جذريا.. شركات التعبئة تعلق نشاطها ومصانع المركزات تكتسح

صناعة الموالح في مصر
صناعة الموالح في مصر

تعيش صناعة الموالح المصرية واحدة من أكبر التحولات في تاريخها، حيث أعلنت معظم شركات التعبئة والتغليف تعليق عمليات تعبئة الموالح الطازجة، في خطوة دراماتيكية تعكس عمق الأزمة التي تعيشها هذه الصناعة في الموسم الحالي.

ويكشف وليد حسن، مدير شركة TC Fruits، أن المنافسة الشرسة التي فرضتها مصانع مركزات عصير البرتقال في مصر على مصادر التوريد دفعت بسوق الموالح نحو نقطة تحول غير مسبوقة.

مصانع المركزات تغير قواعد اللعبة

أدى التوسع السريع لمصانع مركزات الموالح إلى تقليص المعروض من البرتقال المتاح لشركات التصدير. تقدم هذه المصانع أسعارًا مغرية للمزارعين وشروط دفع ميسرة، بما في ذلك الدفع المسبق، مما جعلها وجهة مفضلة للمزارعين مقارنة بشركات التصدير التي تعتمد على معايير جودة صارمة وعمليات تعبئة مكلفة.

ويشرح حسن: "منذ عودة النشاط بعد عطلة عيد الفطر، ارتفعت الأسعار التي يطلبها المزارعون إلى أكثر من 20 جنيهًا للكيلوجرام الواحد من برتقال فالنسيا والليمون، وهي أسعار لم تعد مربحة بعد احتساب تكاليف التشميع والتغليف والفاقد غير القابل للتصدير."

الشركات تغادر موسم الموالح مبكرا

بسبب هذه المعطيات، اتجهت معظم شركات التعبئة إلى تعليق برامج تصدير الموالح والبحث عن بدائل مثل العنب، الذي يبدأ موسمه قريبًا. أما المصدرون الذين يمتلكون مزارعهم الخاصة، فهم فقط القادرون على الاستمرار، وإن كان ذلك بصعوبة.

ويصف حسن هذا التحول بأنه "بداية تغيير دائم في الصناعة"، موضحًا أن العديد من كبار المصدرين بدؤوا بالفعل في تشييد مصانعهم الخاصة لإنتاج المركزات، أو يخططون لذلك قريبًا.

مستقبل مختلف لصناعة الموالح

يعتقد حسن أن التحول نحو المعالجة الصناعية للموالح سيساهم في معالجة الاختلالات السابقة في السوق، والتي أضرت بالمزارعين، مثل خفض الأسعار القسري للأحجام الصغيرة وشروط الدفع المؤجلة.

ويضيف: "المعالجة تضمن فترة صلاحية أطول، وتُعد حلًا عمليًا للشركات الكبرى والمزارعين الصغار معًا. ما نشهده اليوم ليس مجرد أزمة موسمية، بل نقلة نوعية تعيد رسم ملامح صناعة الموالح في مصر."