جنوب أفريقيا تنجح في تقليص ذبابة الفاكهة بنسبة 73% عبر برنامج تعقيم مبتكر

حققت جنوب أفريقيا إنجازًا بيئيًا واقتصاديًا بارزًا، بخفض أعداد ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط بنسبة 73%، بفضل تطبيق فعال لتقنية تعقيم الحشرات (SIT)، وذلك في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص بدأت منذ أكثر من عقد.
تُعد ذبابة الفاكهة واحدة من أخطر الآفات الزراعية التي تهدد محاصيل الموالح والبطيخ والطماطم والفلفل الحلو، وتشكّل تهديدًا لصناعة الفاكهة في البلاد، التي تنتج سنويًا أكثر من 4.7 مليون طن وتسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي والصادرات.
التقنية التي أحدثت فرقا
انطلق برنامج SIT في كيب الغربية، حيث يتم تربية ملايين الذكور من ذباب الفاكهة وتعقيمها قبل إطلاقها في الطبيعة، ما يؤدي إلى تقليل أعداد الآفة بشكل مستدام دون اللجوء إلى الاستخدام المكثف للمبيدات. وبحلول عام 2023، ارتفع الإنتاج إلى 65 مليون ذبابة عقيمة أسبوعيًا – بزيادة تجاوزت 1200% مقارنة بالتسعينيات.
تمكنت الشركة المنفذة "FruitFly Africa" من تغطية نحو 40 ألف هكتار أسبوعيًا، مما مكّن بعض المناطق من التحول إلى مناطق منخفضة الانتشار أو خالية من الآفات، ما ساعد في تقليل بقايا المبيدات وتحقيق متطلبات التصدير.
نهج تشاركي وتمويل مشترك
بدأ البرنامج من خلال تمويل محدود، قبل أن يتطور إلى شراكة رسمية عام 2009 ضمت مزارعي الفاكهة المتساقطة وعنب المائدة، إلى جانب وزارة الزراعة. واعتمد التمويل على تقاسم التكاليف بنسبة 50%، ما أتاح تطوير منشآت تربية عالية الكفاءة، وتحقيق نتائج ملموسة.
وأوضح جان هندريك فينتر، مدير إدارة صحة النبات بوزارة الزراعة، أن النجاح يعود إلى "تحليل دقيق للتكلفة والعائد، وبحوث تطبيقية مستمرة، ومساهمة فعلية من المنتجين في قرارات إدارة الآفات"، مشيرًا إلى أن البرنامج دعم أهدافًا وطنية مثل زيادة الصادرات، وتحقيق الأمن الغذائي، وتقليل استخدام المبيدات، وخلق فرص عمل جديدة.
رضا المنتجين ونتائج ملموسة
أشاد أنطون رابي، المدير التنفيذي لجمعية المزارعين "هورتجرو"، بنجاح البرنامج، قائلاً: "لقد ساعدنا البرنامج في خفض حالات رفض المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية بسبب الآفات أو بقايا المبيدات. ونحن فخورون باستخدامنا أساليب مستدامة وصديقة للبيئة".
نمو في الصادرات وتوسع إقليمي
منذ بدء تنفيذ البرنامج، ارتفعت صادرات الفاكهة من 558 ألف طن إلى 1.02 مليون طن، ما يعكس تأثيره الإيجابي على الاقتصاد الوطني. ويُنفذ حاليًا بالتعاون مع منظمة التجارة العالمية مشروع لتوسيع المناطق الخالية أو منخفضة الآفات إلى جنوب أفريقيا وموزمبيق.
وقد أوصت مجموعة التخطيط الاستراتيجي التابعة للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات خلال اجتماعها في أكتوبر 2024، بتوسيع هذا النموذج الناجح ليشمل مكافحة آفات أخرى مثل مرض فيوزاريوم TR4 الذي يهدد زراعة الموز عالميًا.