القرضاوي وفساد الهوى
ليس الخرف وحده هو سبب حماقات القرضاوى حتى وإن بات على مشارف التسعين ، فالشيخ الشعراوى يرحمه الله ظل حتى آخر يوم فى حياته الطويلة مصدرا للعلم ، متوقد الذهن ، متدفق الفكر ، واعيا لما يقول ويفعل ! .
لكن هذا القرضاوى يسوقه هواه ، وهذا الهوى يدفعه إلى الجهل والتناقض والحماقة والتطاول ! .
أما الجهل بأمور الدين فيتمثل فى اباحته بيع الخمر للكافر فى غير بلاد المسلمين ، واباحته بيع لحم الخنزير وأكله ، وأن الإسلام يكره للمسلم أن يستدين ، رغم وجود آية الدين فى سورة البقرة ، وهى أطول آية فى القرآن الكريم كله ! .
أماالتناقض فإن القرضاوى الذى يزعم الوسطية ويتشدق بها ، فإنه عمليا يرتمى فى أحضان الطائفية البغيضة ، بدفاعه المستميت عن جماعة الاخوان أكثر من دفاعه عن الدين نفسه ، ويقاتل فى صفوفها ، ويتبنى مزاعمها رغم إنكاره الانتساب التنظيمى إليها ! .
وتتمثل حماقته فى ارتمائه فى أحضان النظام القطرى ، ذلك النظام الذى لا ينفك يكيد لمصر ويحيك المؤامرات لها ، وتتجلى حماقته الشخصية فى مطاردته الفتاة الجزائرية ( أسماء بن قادة ) لمدة 12 عاما بخطابات غرامية وقصائد حارة ، حتى تزوجها عام 1997 م وكانت فى الثلاثين بينما هو قد تخطى السبعين ، ثم طلقها بعد أن قضى معها ليلة واحدة برسالة بريدية ! .
أما التطاول ، فليس هناك أفدح من قوله بأن الجيش الإسرائيلى أرحم من الجيش المصرى ، ومعايرته مصر بهزيمتها فى 67 ، وتحريضه الضباط والجنود المصريين للانشقاق وعدم اطاعة الأوامر ، وكأنه لم يقرأ أن الصديق أبا بكر قد أمر أبا عبيدة بن الجراج - وهو أمين الأمة - بالانصياع لخالد بن الوليد قائد الجيش ، حتى وإن أخطأ ! .
هذا هو القرضاوي الشيح ، من الشيخوخة وليس المشيخة ، الذى لم نقرأ له فكرا ، ولا نظرية دينية متكاملة ، مثل الغزالى وأبو زهرة مثلا ، وإنما مجموعة من المؤلفات مثل " فقه الزكاة " و " فقه الصيام " و " فقه الختان " وغيرها ، مما لايعد علما ، وإنما هى دروس يمكن أن نسمعها من أى ازهرى متخرج حديثا ، فى أى زاوية صغيرة فى أقصى البلاد ! .
لعن الله من باع وطنه ودينه بدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها أو هوى منحرف ، والقرضاوي فعل ذلك ، ومازال يفعل ، مع سبق إصرار وترصد ! .