توقعات بسعر قياسي لمحصول زيتون 2019 بسبب سوء مناخ أوروبا

حذر خبير دولي في مجال زراعات الزيتون، من تسرع المزارعين في مصر وتونس والمغرب في إنهاء تعاقدات على بيع محصول 2019، بأسعار تقل عن 11 جنيه للكيلو على الأشجار، للأصناف الشعبية.

وقال الدكتور منجي مسلم، الخبير التونسي لدى منظمة الفاو، والمجلس الدولي للزيتون، إن سوء المناخ في أوروبا، وعدم توافر البرودة الكافية للزيتون هناك، تبشر بإنتاج ضئيل جدا، قياسا بالموسم الماضي.

وأضاف "منجي"، أن محصول زيتون موسم 2019 الذي يحين حصاده في مصر منتصف أغسطس المقبل للأصناف البلدية (عجيزي، رومي، عقص، تفاحي، ودولسي)، يجب ألا يقل سعر بيعه عن 11 ألف جنيه للطن على الأشجار، مقابل 12 ألف جنيه لصنفي "بكوال"، و"مانزانيلو"، و14 ألف جنيه لصنف "كلاماتا".

وبرر "منجي" هذه التقديرات باحتمالات مؤكدة لارتفاع مؤشر الطلب على الزيتون المصري في أوروبا، لتغطية العجز الشديد في السوق الأوروبية، خاصة أسبانيا وإيطاليا.

من جهته، قال المهندس صبحي ليلة، استشاري زراعات الزيتون في مصر، إن عدم توافر السيولة المالية لدى المزارعين، تسبب في تعجيل التعاقدات على بيع محصول 2019، منذ نحو 20 يوما، أي قبل اكتمال مرحلة التزهير.

وأضاف "ليلة"، أن التعاقدات التي تمت بالفعل، واطلع على عقودها بنفسه، حددت 10 جنيهات للكيلو على الأشجار، لجميع الأصناف، مؤكدا أن مصر لم تشهد هذه التعاقدات التي تخالف الشريعة السمحة، إلا هذا الموسم، وذلك لتسريب أخبار سلبية عن حالة الإنتاجية الأوروبية لموسم 2019.

وأشار المهندس صبحي، إلى أن التكاليف المرتفعة لمستلزمات الإنتاج هذا العام، بسبب طول موسم البرودة، وتراجع إنتاجية أوروبا، يدعمان التوقعات بارتفاع أسعار الزيتون هذا الموسم، عن موسم 2018، بنحو 15‎%‎.

وأوضح "ليلة"، أن السوق المصرية شهدت رواجا جيدا في استيعاب كميات كبيرة من الزيتون والزيت المحليين، بسبب ارتفاع مؤشر وعي المستهلك المصري بالقيمة الغذائية الصحية لثمرة ودهن الشجرة المباركة، وهو ما دفع المصدرين لبيع معظم مشترياتهم في السوق المحلية، وليس بالتصدير.

كما حذر "ليلة" أيضا من المضاربة بين التجار على الزيتون، لعدم رفع الأسعار عن القيمة التي تسمح بتصديره أيضا، "حيث أن السوق الأوروبية وسوقي الأرجنتين والبرازيل، لا تستوعب سعرا يزيد على 1.6 يورو للكيلو المصنّع".

وحدد "ليلة" سعرا عادلا لمحصول 2019 يتفق مع ما حدده الخبير الدولي منجي مسلم، مؤكدا أن الذين عجلوا التعاقد وقعوا في خطأ شرعي، كونهم باعوا أزهارا في علم الغيب، "كما أنهم سيندمون على البيع بسعر أقل من السعر العادل".