”أقسموا على المصحف بالمقاطعة”.. ماذا بعد إضراب مزارعي الفراولة لمواجهة أحتكار الشركات والمصدرين؟
بمروراليوم الثالث على إعلان أكثر من 300 مزارع فراولة على مستوى الجمهورية، الإضراب عن التوريد للشركات والمصدرين، بعد تعرضهم لخسائر كبيرة ورائها تلاعب هذه الشركات وهؤلاء المصدرين في الأسعار.
وأقسم أكثر من 300 مزارع على "المصحف" خلال اجتماع لهم بالقليوبية المحافظة المعروفة بأنها قلعة الذهب الأحمر في مصر، على عدم توريد محصولهم للشركات والمصدرين، بعد انخفاض أسعار الفراولة إلى النصف.
ودعى محمد الجوهري المسئول عن حملة المقاطعة جميع مزارعي الفراولة بضرورة الاستمرار في المقاطعة حتى تتحقق مطالب المزارعين، ووقف استنزاف أعمالهم، ومواجهة احتكار الشركات والمصدرين.
وقال "الجوهري" في تصريحات لـ "الأرض"، إن هناك ردة فعل قوية لحملة المقاطعة والإضراب التي أعلن عنها المزارعون، مشددا على أن هناك حالة من الارتباك ضربت مصدري وشركات الفراولة وأيضا المصانع.
وعلى الرغم من ذلك، لم يلتزم بعض المزارعين باتفاق عدم التوريد، وبدأو في توريد الفراولة لشركات ومصدرين، بحجة تعرضهم لخسائر لن يستطيعوا تحملها، وهو ما أثار حفيظة باقي المزارعين الذين وصفوهم بأنهم "باعوا القضية".
ولأول مرة وفي خطوة هي الأولى من نوعها، اجتمع مئات المزارعين في محافظة القليوبية قبل أيام، وفي الطريق محافظة البحيرة الرائدة في زراعة الفراولة، لرفض هذه الممارسات التي وصفها المزارعون بـ "التدميرية" لهم ولمحصولهم من قبل شركات تصدير ومصدرين كبار، يتحكمون في الأسعار على حسب "الأهواء" كما قالوا.
واجتمع أكثر من 300 مزراع لمحصول الفراولة يمثلون أكبر المحافظات التي تحتضن تلك الزراعة التصديرية الهامة في قرية كفر صهبي بالقليوبية؛ لمناقشة أزمة خفض الشركات المصدرة لأسعار الفراولة أكثر من 50%، دون أسباب أو مبررات.
وقال المزارعون، إن المساحات المنزرعة بالفراولة في مصر بلغت أكثر من 30 ألف فدان، وتستوعب عمالة كثيفة لطبيعة المحصول، حيث يعمل بهذا القطاع أكثر من 3 ملايين شخص بين عمالة يومية وموسمية نظرا لطول موسم الزراعة إلى 9 أشهر.
وتوصل المزارعون إلى عدة بنود هامة ضمن اتفاقهم على حماية حقوقهم في مواجهة قرارات خفض الأسعار الجزافية وغير المبررة، والتي ستبب لهم خسائر كبيرة تدفع أغلبهم للخروج من دائرة الإنتاج، وأوصوا بتعميم تلك البنود بين مزارعي الفراولة في الجمهورية.