كشف مبكر: زواج بلا عاهات
كشف ما قبل الزواج، يعرف حاليا في الأوساط العلمية باسم "الكشف المبكر"، والمقصود به إخضاع الشابين المقبلين على الزواج للكشف الشامل، خاصة التحاليل الوراثية، قبل إقدامهما على الارتباط، وذلك تجنبا لآلام ومشاكل، قد لا يكون لها حل.
وللشكف المبكر أهمية قصوى، حتى تكتمل فرحة العروسين وينعما بحياةٍ سعيدةٍ دائمةٍ، حياة خالية من ألم وحيرة، عانت منها أسر كثيرة منذ اللحظة التي اكتشفت فيها أمراضاً وراثية نادرة لا شفاء منها في الطفل الأول، حتى بدون صلة قرابة بين الزوجين، بل إنها الصدفة العجيبة التي يلتقي فيه جين نادر من كل منهما ليكون المرض نتيجة هذا اللقاء.
تبدأ رحلة الزوجين مع ظهور مرض الطفل، ومعه التردد علي الأطباء والمستشفيات وإجراء الفحوصات باهظة التكاليف والتي لابد وأن تتكرر مرات عديدة من أجل التشخيص الدقيق والمتابعة مدى الحياة لأمراضٍ لا علاج لها حتى هذه اللحظة.
ومن أمثلة هذه الأمراض، أمراض التمثيل الغذائي التي تتسبب في إعاقات ذهنية وجسدية مزمنة، و يكون غذاء الطفل للحد من مضاعفاتها ألبان مستوردة غالية الأثمان لا تتوافر بسهولة، ليعيش عليها مدى الحياة ويفارق الطفل حياته في حال عدم توفرها.
ومن الأمراض المحتمل ظهورها في هذه الحالات: أنيميا البحر المتوسط، التي يعيش الطفل معها علي دمٍ ينقل إليه مدى الحياة.
و تلك الآلام المبرحة التي يتعرض الطفل بسببها لإجراء عدة جراحات بدون داع لمعرفة سببها الذي لا يتم تشخيصه إلا بإجراء الفحص الجيني والذي يشير إلى مرض حير الأطباء و هو حمى البحر الأبيض المتوسط، و غيرها من الأمراض المؤلمة والمدمرة للمريض وأسرته وللمجتمع أيضاً.
لذلك تكون النصيحة لكل المقبلين على الزواج بأهمية تخصيص جزء من تكاليف الاحتفال بالزواج لإجراء فحوصات ما قبل الزواج وخاصة الفحص الجيني للكشف المبكر للأمراض الوراثية الخطيرة، وهو الفحص الذي لا تستطيع الدولة دعمه وتحمل تكلفته لكل المقبلين على الزواج.
إذا امتلكنا جميعاً هذا الوعي واستطعنا نشرهذه الثقافة لنجونا من هذا المصير المؤلم و لنعمنا بحياة زوجية خالية من أي إعاقاتٍ أو عاهاتٍ ذهنية أوحركية أو حتي فكرية.
* استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية