عالمة مصرية تدمن تدريب الفتيات على إخصاء الزهور وتلقيحها يدويا .. تعرف على المهنة الذهبية| فيديو
رافقت زوجها الشاب في غربة بحثية في بريطانيا، فأتيحت لها فرصة تحقيق حلمها في مجال تربية أصناف نباتات الخضر واستنباط الهُجُن منها، قبل أن تحصد في جرابها الذهبي أكثر من 20 إنجازا علميا، تهدي أسرار استنباطها حاليا لفتيات مصريات.
تعرفت الدكتورة محاسن عبد الحكيم على زوجها الدكتور صلاح محمدين في العربة الأولى من قطار عمريهما العلمي والبحثي داخل معهد بحوث البساتين - قسم الخضَر، وربط بينهما حب البحث قبل أن يتحاورا قلبيا، وارتبطا بحثيا قبل أن يتفقا اجتماعيا.
غادر الزوج العالم المرموق في مجال تربية أصناف الخضر، واستنباط الهُجُن، إلى إحدى المعاهد العلمية البريطانية، لتسجيل الدكتوراة، بينما كانت الزوجة الشابة تعيش مراحل حياتها العلمية الأولى في معهد بحوث البساتين في مصر، فلم تكتف بمساندة زوجها في غربته كزوجة وونيسة، بل داومت على مرافقته في معمله كمساعدة في تحضير الأدوات المعملية كأنابيب الاختبار وأطباق عزل العينات، حتى لفتت نظر رئيس القسم في المعهد الذي التحق به الزوج.
كافأ رئيس القسم الزوجين المخلصين بأن ساعد الزوجة الشابة على تسجيل الماجستير في مجال عمل زوجها، وفي القسم ذاته داخل المعهد العلمي البريطاني، فانهمكت بحب أكثر، وبمنفعة مزدوجة، فأتمت دراسة اللغة الإنجليزية (الكورسات المطلوبة للمرحلة).
وخلال الفترة الزمنية التي حصل فيها الزوج العالم على الدكتوراة، كانت الزوجة الحالمة قد حصلت على شهادة الماجستير، وحصدا سويا إنجازا علميا مهما في دروس تربية أصناف الخضر، واستنباط الهُجُن بالتلقيح اليدوي.
تتحدث الأستاذة الدكتورة محاسن عبد الحكيم عن رحلة علمية وبحثية مزدوجة، حيث لا تستطيع الفصل بين أبحاثها وأبحاث زوجها، للدرجة التي لم يعد شخص يطلع على صنف أو هُجُن لأي منهما منفردا، بل لمجموعة مدوّنة في كتالوج مطبوع باسميهما.
تؤمن الباحثة الخبيرة بعدم توقف الحقيقة العلمية عند مرحلة معينة، حتى لا تمرض ثم تموت، بل تحرص على نقل إفشاء أسرار العلم للغير من الطامحين، ولذا أشرفت على تعليم غيرها من الباحثين والباحثات والمهندسين الفنيين، وحتى الفتيات الحاصلات على شهادات متوسطة، وكل حسب درجة الاستفادة منه، أو قدرته على استيعاب فنون التربية وإخصاء الزهور، وتلقيحها يدويا.
وترى الدكتورة محاسن أن فتيات مصر، خاصة الريفيات منهن، يتفوقن في الدروس الفنية والحرفية، وهو ما ظهرت نتائجه في أكثر من 90 فتاة أصبحن خبيرات في مجال إخصاء الزهور وتلقيحها، وانتخابها لضمان الحصول على آباء نظيفة تماما، ثم بذور هُجُن عالية النقاوة، تتمتع بصفات وراثية أقوى من صفات أبويها الأصليين.
لا يستطيع كائن من كان أن يلتقي علميا مع أحد الزوجين بمفرده، بعيدا عن الثاني، حيث يتنقلا سنويا ما بين البيوت المحمية التي تحتضن نباتات بحثية تخصهما معا.
ولم تجد الدكتورة محاسن ما يمنعها من التصريح بحاجتها المعنوية للتقدير العلمي من بلدها مصر، مكافأة لها ولزوجها على رفض العديد من عروض الهجرة لدول عربية وأوروبية، لبيع بحوثهما واستثمار خبراتهما المشتركة.
وبالكاد، تنفست الدكتورة محاسن صعداءها لتعلن في شجاعة نادرة، أن الغيرة السلبية طالت الباحثين أيضا، وأن آفاق العلماء وأبراجهم لا تخلو من الضغائن والأحقاد التي تعوق مسيرة البحث العلمي نحو الحلقة الأخيرة، التي تجسده في تطبيقات إنتاجية تفيد غذاء الإنسان ودوائه وكسائه، "وتلك الفائدة النهائية للفكر أو البحث العلمي"