الأرض
الأربعاء 3 يوليو 2024 مـ 05:16 مـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تنمية البحيرات توضح التحديات التي تواجه نهر النيل والثروة السمكية فى مصر

يُعد نهر النيل أطول نهر في العالم، حيث يبلغ طوله حوالي 6,650 كيلومترًا، ويمتد عبر 11 دولة أفريقية هي: تنزانيا، أوغندا، رواندا، بوروندي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينيا، إثيوبيا، إريتريا، جنوب السودان، جمهورية السودان ومصر، وينبع نهر النيل من بحيرة فيكتوريا في وسط أفريقيا، ويتدفق شمالًا عبر قارة أفريقيا ليصب في البحر المتوسط، يُعد نهر النيل شريان الحياة والحضارة في مصر، حيث يمر النيل لمسافة 1,100 كيلومتر، ليقسمها إلى قسمين رئيسيين الوجه البحري والوجه القبلى.

قالت الدكتورة أماني أسماعيل مدير عام العلاقات العامة والإعلام بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية أن نهر النيل ينقسم إلى فرعين رئيسيين:-

النيل الأبيض:-

ينبع من منطقة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، وهو أطول روافد النيل.

النيل الأزرق:-

ينبع من هضبة الحبشة في إثيوبيا، وهو المصدر الرئيسي للمياه للنيل.

الثروة السمكية في نهر النيل:-

يُعدّ نهر النيل مصدرًا هامًا للثروة السمكية في مصر، بلغ المصيد السمكى من نهر النيل 74.5 ألف طن من أسماك البلطى والقراميط وأسماك الحنشان والراية وأسماك المبروك بأنواعه ( الحشائش – الفضى – العادى) واستاكوزا المياه العذبة وأسماك البياض، وأسماك الشيلان، وأسماك قشر البياض، وأسماك اللبيس، والبساريا، والعائلة البورية، والسحلية (الأنومة) ، وأسماك البنى، وبعض الأصناف الأخرى.

وأكدت الدكتوره اماني أن نهر النيل يمثل أهمية كبيرة لمصر حيث يُعد نهر النيل موردًا حيوياً لأكثر من 100 مليون شخص في مصر، وتتنوع أهميته فى المجالات التالية:-

الأمن الغذائي:-

تُساهم الثروة السمكية في نهر النيل بشكل كبير في توفير الغذاء البروتيني للسكان، حيث تُعدّ مصدرًا غنيًا بالبروتين والفيتامينات والمعادن.

الإقتصاد الوطني:-

تُساهم الثروة السمكية في نهر النيل في دعم الاقتصاد الوطني من خلال توفير فرص العمل وزيادة الصادرات.

السياحة:-

تُعدّ رحلات الصيد في نهر النيل من أهم الأنشطة السياحية في مصر، حيث تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

الحياة:-

يُعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، حيث يوفر الماء للزراعة والشرب والاستخدامات المنزلية والصناعية.

الزراعة:-

تعتمد الزراعة في مصر بشكل كبير على مياه نهر النيل، حيث تُروى 95% من الأراضي الزراعية في مصر عن طريق النيل.

النقل:-

كان نهر النيل في الماضي طريقًا مهمًا للنقل التجاري بين مختلف الحضارات.

الحضارة:-

نشأت الحضارة المصرية القديمة على ضفاف نهر النيل، حيث اعتمد المصريون القدماء على النيل في جميع جوانب حياتهم.

التحديات التي تواجه نهر النيل:

التلوث:-

تُعدّ مياه الصرف الصحي والمياه الصناعية من أهم مصادر تلوث نهر النيل، مما يُؤثّر على صحة الأسماك ويُهدد بقاءها.

التغيرات المناخية:-

تؤدي أرتفاع درجات الحرارة، وانخفاض منسوب المياه، وزيادة شدة الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تهديد موائل الأسماك وتقليل أعدادها.

النمو السكاني:-

يؤدي النمو السكاني المتزايد في مصر إلى زيادة الضغط على موارد المياه في نهر النيل

سد النهضة:-

يُعد سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق من أهم التحديات التي تواجه نهر النيل، حيث تخشى مصر والسودان من تأثيره على تدفق المياه.

الصيد الجائر:-

يُهدد الصيد الجائر الثروة السمكية في نهر النيل، حيث يتم صيد الأسماك دون مراعاة لفترات التكاثر أو أحجام الأسماك المسموح بصيدها، مما يُهدد بانقراض بعض الأنواع.

الأنواع الغريبة:-

دخلت بعض الأنواع الغريبة من الأسماك إلى نهر النيل، وتتنافس هذه الأنواع مع الأسماك المحلية على الغذاء والموائل، مما يُهدد التنوع البيولوجي للنهر.

الجهود المبذولة لحماية الثروة السمكية في نهر النيل:-

تطبيق القوانين واللوائح المنظمة للصيد:

تعمل الحكومة المصرية على تطبيق القوانين واللوائح المنظمة للصيد، وذلك لمنع الصيد الجائر وحماية الثروة السمكية.

إنشاء مشاريع الاستزراع السمكي:

تعمل الحكومة المصرية على إنشاء مشاريع الاستزراع السمكي، وذلك لزيادة الإنتاج السمكي وتقليل الضغط على الثروة السمكية في نهر النيل.

نشر الوعي البيئي:

تعمل الحكومة المصرية على نشر الوعي البيئي بين المواطنين، وذلك لحثهم على حماية الثروة السمكية في نهر النيل.

تأثير التغيرات المناخية على نهر النيل:-

أرتفاع درجات الحرارة:

قد يؤدي أرتفاع درجات الحرارة إلى زيادة معدلات التبخر من سطح النيل، مما يُؤدي إلى انخفاض منسوب المياه.

تغيرات هطول الأمطار:-

تُؤدي تغيرات هطول الأمطار إلى قلة كمية المياه التي تتدفق إلى نهر النيل من منابعه في دول حوض النيل.

أرتفاع مستوى سطح البحر:-

يُؤدي أرتفاع مستوى سطح البحر إلى غرق أجزاء من دلتا نهر النيل، مما يُهدد الأراضي الزراعية والمناطق السكنية.

زيادة شدة الأحداث المناخية المتطرفة:-

تُؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة شدة الأحداث المناخية المتطرفة، مثل: الفيضانات والجفاف، مما يُؤثّر على تدفقات نهر النيل.

تمّ اتخاذ العديد من المبادرات للتكيف مع هذه التحديات، وتشمل هذه المبادرات:

1- إدارة مصائد الأسماك بشكل مستدام، من خلال تطبيق القوانين واللوائح المنظمة للصيد، ودعم مشاريع الاستزراع السمكي، ونشر الوعي البيئي بين الصيادين.

2- حماية موائل الأسماك، ويتمّ إنشاء محميات طبيعية لحماية موائل الأسماك من التلوث والتدهور، ويتمّ زراعة الأشجار على ضفاف النيل للمساعدة في حماية الأسماك من درجات الحرارة المرتفعة.

4- نشر الوعي البيئي من خلال توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على أسماك نهر النيل وتأثير التغيرات المناخية عليها، كما يتمّ تشجيع المواطنين على استخدام الأسماك المستزرعة بدلاً من الأسماك البرية للمساعدة في تخفيف الضغط على أسماك النيل.

5- التعاون الدولي ويتمّ التعاون مع دول حوض النيل لإدارة موارد المياه بشكل مستدام ومكافحة التغيرات المناخية، وتحسين كفاءة استخدام المياه في جميع القطاعات، وبناء السدود لتخزين مياه الأمطار، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا مع الدول الأخرى التي تواجه تحديات مشابهة.

6- مكافحة التلوث من خلال معالجة مياه الصرف الصحي والمياه الصناعية قبل تصريفها في النيل، وتطبيق القوانين واللوائح المنظمة للتخلص من النفايات.

المبادرات الغير حكومية:-

1- برنامج "أسماك النيل" لصندوق الجفاف والتكيف المناخي:

يهدف هذا البرنامج إلى دعم مشاريع الاستزراع السمكي في مصر ومساعدة صغار الصيادين على التكيف مع التغيرات المناخية.

2- مشروع "حماية التنوع البيولوجي في نهر النيل" للصندوق العالمي للحياة البرية:

يهدف هذا المشروع إلى حماية موائل الأسماك في نهر النيل من التلوث والتدهور.

إنّ مستقبل أسماك نهر النيل يعتمد على استمرار الجهود المبذولة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والمواطنين، للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية الهامة، وتحسين جودة الأسماك، وزيادة الإنتاج السمكي في نهر النيل، وخلق فرص عمل جديدة في قطاع الثروة السمكية، والحفاظ على التنوع البيولوجي في نهر النيل، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.