الزراعة الأمريكية تخفض توقعات إنتاج البذور الزيتية عالميا
أصدرت وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) في تقريرها لشهر فبراير خفضا في توقعات الإنتاج العالمي للبذور الزيتية بمقدار 2.7 مليون طن، ليصل الإجمالي إلى 677.7 مليون طن. ويعود هذا الانخفاض إلى تراجع إنتاج فول الصويا في الأرجنتين وباراجواي، وهو ما لم يعوضه ارتفاع إنتاج القطن في الصين وعباد الشمس في كازاخستان.
تراجع المخزونات رغم استقرار التجارة العالمية
لم تتغير توقعات التجارة العالمية، حيث استقرت عند 207.3 مليون طن، مع تعويض زيادة صادرات بذور اللفت من الولايات المتحدة للانخفاض في صادرات عباد الشمس من الأرجنتين.
المخزونات النهائية تراجعت بمقدار 4.3 مليون طن إلى 140 مليون طن، ويرجع ذلك إلى انخفاض مخزونات فول الصويا في الأرجنتين والبرازيل، بالإضافة إلى تراجع مخزونات عباد الشمس والفول السوداني في الأرجنتين.
زيادة في المعالجة والتجارة رغم تراجع الإنتاج
ارتفع حجم معالجة البذور الزيتية عالميا بمقدار 600 ألف طن ليصل إلى 561.3 مليون طن، مدفوعا بزيادة معالجة فول الصويا في البرازيل في حين انخفضت المعالجة في باراجواي.
التجارة العالمية في دقيق البذور الزيتية ارتفعت بمقدار 700 ألف طن، لتصل إلى 108.1 مليون طن، بفضل زيادة صادرات دقيق فول الصويا من البرازيل، رغم التراجع في إمدادات باراجواي.
المخزونات النهائية لفول الصويا عالميا انخفضت بمقدار 4 ملايين طن، لتستقر عند 124.3 مليون طن، مع تراجع المخزونات في الأرجنتين والبرازيل.
الصين تواصل اعتمادها على فول الصويا البرازيلي
يشير التقرير إلى أن إنتاج فول الصويا العالمي في تزايد بفضل توسع الإنتاج في البرازيل، مدفوعًا بـتحسن ربحية المعالجة، وارتفاع الطلب على الوقود الحيوي، وزيادة تصدير دقيق فول الصويا.
كما يبرز التقرير التحول في واردات البروتين النباتي متوسّط الجودة إلى الصين، حيث تبذل الصين جهودا لتنويع مورديها وضمان استقرار الإمدادات الغذائية. ومع ذلك، تظل واردات فول الصويا الصينية مركزة بين ثلاثة موردين رئيسيين، مع استمرار هيمنة البرازيل على السوق.
ارتفعت حصة البرازيل في صادرات فول الصويا إلى الصين من 62% في 2017/2018 إلى 71% في 2023/24.
بالمقابل، تراجعت حصة الولايات المتحدة من 30% إلى 22% خلال الفترة نفسها.
رغم تزايد استهلاك بذور اللفت وعباد الشمس، لا يزال الاعتماد على فول الصويا مرتفعًا، إذ شكّلت وجبة فول الصويا 87% من إجمالي البروتين النباتي المستورد في 2023/24.
اتجاه الصين نحو بدائل البروتين
شهدت واردات وجبة عباد الشمس إلى الصين نموا ملحوظا منذ 2018/2019، حيث يتم استيرادها بشكل أساسي من أوكرانيا وروسيا.
كما ارتفعت واردات مسحوق بذور اللفت، خاصة من كندا، إلى مستويات كبيرة في السنوات الأخيرة.
تضاعفت واردات وجبات البروتين البديلة للشركات الصغيرة والمتوسطة، في ظل محاولات تقليل الاعتماد على فول الصويا الأمريكي.
توقعات مستقبلية
رغم التحديات، لا تزال البرازيل تواصل تعزيز موقعها كمصدر رئيسي لفول الصويا إلى الصين، مستفيدة من عوامل اقتصادية وتجارية مواتية، فيما تواجه الولايات المتحدة منافسة متزايدة في هذا القطاع.
ومع استمرار تحولات التجارة العالمية، يُتوقع أن يستمر تنويع مصادر البروتين في الصين، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى خفض الاعتماد الكبير على فول الصويا البرازيلي.
