أزمة البيض تضرب أوروبا.. ارتفاع قياسي في الأسعار ونقص يلوح في الأفق

تواجه أوروبا أزمة غير مسبوقة في سوق البيض، حيث ارتفعت أسعاره إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد، مدفوعةً بتفشي إنفلونزا الطيور وارتفاع تكاليف الأعلاف.
وسجّلت أسعار الجملة قفزة بنسبة 12% منذ نهاية ديسمبر، لتصل إلى 268.48 يورو لكل 100 كيلوجرام هذا الشهر، في أعلى مستوى لها منذ عام 2012 على الأقل
د.
ولا تقتصر أزمة البيض على أوروبا فقط، إذ تعاني الولايات المتحدة أيضًا من ارتفاع الأسعار بسبب خسائر فادحة في الإنتاج جراء أسوأ تفشٍ لإنفلونزا الطيور في تاريخها، ما دفعها إلى البحث عن إمدادات في الأسواق العالمية.
ويتزامن هذا النقص مع تحول المستهلكين الأوروبيين إلى البيض كبديل أرخص للبروتينات الحيوانية، وفقًا لدينيو كوماني، مراسل قطاع البيض في شركة إكسبانا لمعلومات السوق. كما أدّت سياسات هولندا، أحد أكبر مصدري البيض في أوروبا، إلى تقليص حجم تربية الدواجن للحد من الانبعاثات الكربونية، مما زاد من تراجع المعروض.
ورغم ارتفاع الأسعار، لا يزال الطلب على البيض قويًا، حيث تؤكد تقارير التجزئة استمرار الإقبال الكبير عليه، مما يُقلّل من الكميات المتاحة للبيع بالجملة. ومع اقتراب عيد الفصح، وهو موسم يرتبط تقليديًا بزيادة استهلاك البيض، يُتوقع أن يتفاقم النقص، مما قد يدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع دون أي بوادر لانخفاضها في المدى القريب.
وفي هذا السياق، قال كوماني: "تاريخيًا، تميل الأسعار إلى الارتفاع قبل عيد الفصح ثم تستقر، لكن هذا العام، قد نشهد استمرارًا في ارتفاع الأسعار لفترة أطول من المعتاد".
مع استمرار هذه الأزمة، يواجه المستهلكون الأوروبيون تحديات متزايدة في تأمين البيض بأسعار معقولة، مما يثير تساؤلات حول استدامة الإمدادات الغذائية في ظل الاضطرابات المتكررة في سلاسل التوريد العالمية.