الأرض
الجمعة 21 مارس 2025 مـ 01:33 صـ 21 رمضان 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

ارتفاع تكاليف اللوجستيات يهدد صادرات أفريقيا من المنتجات القابلة للتلف

تعاني صادرات أفريقيا من المنتجات القابلة للتلف من تحديات لوجستية كبيرة، حيث لا تزال تكاليف النقل مرتفعة مقارنة بالمناطق الأخرى، مما يُضعف تنافسية المنتجين، خاصةً الشركات الصغيرة والمتوسطة. ووفقًا لأجايو أوجامبي، الرئيس التنفيذي لمجلس الشاحنين في شرق أفريقيا (SCEA)، فإن تكلفة النقل في القارة تتراوح بين 5 و8 دولارات للكيلومتر الواحد لكل حاوية قياسية، مقارنةً بدولار إلى دولارين فقط في آسيا، بسبب سوء حالة الطرق وازدحام المرور ونقص المسارات المخصصة للبضائع الحساسة.

وتواجه كينيا، التي تعتمد بشكل كبير على الشحن الجوي لتصدير المنتجات الطازجة إلى أوروبا، تحديات متزايدة في سعة الشحن والتكاليف المرتفعة. وأوضح أوكيجيري أوجيبات، الرئيس التنفيذي لاتحاد المنتجات الطازجة في كينيا (FPC Kenya)، أن تكلفة الشحن تُعد من أكبر العوائق التي تواجه المصدرين. كما أن الأولويات المتغيرة لشركات الطيران تزيد من أزمة سعة الشحن، حيث تفضل هذه الشركات تخصيص رحلاتها لمسارات أكثر ربحية، مثل الصين والولايات المتحدة.
ويؤكد رافائيل كيبتيس، رئيس الشؤون المالية في شركة سيان روزز، أن ارتفاع تكاليف الشحن وقلة المساحات المتاحة خلال مواسم الذروة يؤديان إلى تراجع هوامش ربح المزارعين. وأشار إلى أن عام 2024 شهد اضطرابات كبيرة في الشحن الجوي من نيروبي إلى أوروبا، ما أدى إلى خسائر مالية وهدر كبير للمنتجات الطازجة.
ولتخفيف أزمة النقل، دعت منظمة FPEAK إلى جذب المزيد من شركات الشحن الأجنبية من خلال خفض تكاليف الهبوط في مطار جومو كينياتا الدولي (JKIA)، لكن الاستجابة الحكومية لا تزال بطيئة. كما تُعيق فجوات البنية التحتية توسع الصادرات، حيث لا يوجد سوى 20 عربة مبردة على خط سكة حديد مومباسا السريع، وهو عدد غير كافٍ لنقل الحجم الضخم من المنتجات الطازجة إلى الميناء.
في ظل هذه التحديات، تزداد الحاجة إلى الاستثمار في سلاسل التبريد الحديثة، حيث يُحذر أوجيبات من أن عدم وجود أنظمة تبريد مناسبة منذ مرحلة ما بعد الحصاد يُعرض جودة المنتجات للخطر حتى قبل وصولها إلى مستودعات التعبئة. ويقترح تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير وحدات تخزين بارد تعمل بالطاقة الشمسية، مما يضمن تقليل الفاقد وتحسين جودة الصادرات.
وبينما تظل أوروبا السوق التقليدي الرئيسي للصادرات الكينية، تتجه الأنظار نحو أسواق جديدة مثل الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية والهند والصين. ويرى الخبراء أن تنويع الأسواق يمثل خطوة حاسمة لتحقيق الاستدامة في قطاع الصادرات الزراعية. ورغم التحديات الكبيرة، فإن تحسين البنية التحتية اللوجستية، وزيادة الاستثمارات، والتعاون الاستراتيجي يمكن أن يساعد أفريقيا على الاستفادة القصوى من إمكاناتها التصديرية.