احنا كدا
نحن فى دائرة جهنمية لا تعرف بدايتها من نهايتها ، من الجانى ومن المجنى عليه . قفزات الدولار التى حدثت بين عشية وضحاها كانت بفعل الناس ، سلوك الناس ، ليس التجار فقط ، التجار صيادون ، ولكن الناس تسعى للثراء السريع وبأية وسيلة ، دلونى على أحد المغتربين حول دولاراته عن طريق البنك ، حتى لو كان الفرق قرشا واحدا عن السوق السوداء ، فعلتها أنا ذات مرة ، عندما أرسل لى ابنى من السعودية مبلغا ، حولته فى البنك ، نظر الى الموظف كأننى من كوكب آخر ، وغمز لى ان هناك شركات للصرافة تستبدله بأعلى من سعر البنك ، وضحت له أننى أعرف ، ولكنى متعمد ذلك ! .
نصف الشعب المصرى يتاجر فى الأرز ، يجمعه من الفلاحين ثم يخزنه ويبعه عند اشتداد الطلب عليه ، نوع من الاحتكار ، احتباس السلعة ، حتى الفلاح نفسه صار يفعل ذلك ، السكر موجود ، لكن الناس تأخذ أضعاف ما تحتاج ، كنت أقف أمام جمعية استهلاكية وجاءت شاحنة عليها عدة أطنان من السكر ، تكالب عليها نفر من الناس واستولوا عليها فى نصف ساعة ، بعضهم أخذ خمسين كيلو زاعما أنه استهلاكه !.
الأغنياء يزاحمون الفقراء فى كل شىء ، فى الدعم والعلاج على نفقة الدولة وحتى معاش الضمان الاجتماعى ، والحكومة تعلم الناس الكذب والاحتيال والنصب والخداع ! .
انها معجنة ، وفوضى اشبه بفوضى الموالد ، حيث اختلاط التدين بالدروشة بالجنس بالمخدرات بالبيارق بالسيرك ! .
لم أعد أعرف أى المقولات أصدق ؛ الناس على دين ملوكهم ، أم حيثما تكونوا يولى عليكم ، أم أصدق مثل أمى؛ دود المش منه فيه ! .
هل الفساد فى الحكومة ، أم فى الناس ، أم كلاهما أفسد من الاخر ، والله لم أعد أدرى بالضبط ، مما أراه فى الشارع ! .