الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 01:28 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

هل يصلح زيت الزيتون كدواء؟

لا تشتري زيت الزيتون قبل معرفة هذه المعلومات

الجيزة

ـ تكرير زيت الزيتون يفقده الخواص الطبيعية

ـ "مافيا" زيت الزيتون أخطر من "مافيا" الزيوت النباتية التقليدية

ـ زيت الزيتون كان يباع كدواء في صيدليات أستراليا قبل 1973

ـ الحمية الغذائية لسكان حوض البحر الأبيض المتوسط تعتمد على زيت الزيتون

وصف المهندس محمد الخولي الخبير الدولي في مجال الزيتون، غش زيت الزيتون بالجريمة الكبرى، لافتا النظر إلى أن الغش ليس الخلط بالزيوت النباتية الأخرى فقط، ولكن ببيعه تحت مسميات ليست صحيحة، بعد أن يكون قد تعرض لعوامل أفقدته خواصه الطبيعية.

وقال الخولي في تصريح خاص لـ "الأرض"، إن معظم معلبات زيت الزيتون التي تباع على أرفف البقالات والسوبر ماركت، تفتقد الخواص الطبيعية التي تميز زيت الزيتون الصحيح، بدرجتيه "بكر"، و"إكسترا فيرجن"، مفيدا أن معظم القائمين على تعبئته يعتمدون على غياب المعلومات الوافية لدى المستهلكين بحقيقة العصير الفاكهي المتداول باسم "زيت الزيتون".

وأوضح الخولي أن ليس كل زيت مستخرج من ثمار الزيتون، يعتبر زيتا سليما، مفيدا أن زيت الزيتون يصنّف كدواء شرط استخراجه بطريقة سليمة، وحفظه بطريقة آمنة، بعيدا عن مصادر الأكسدة وعوامل الحموضة (التزنخ).

وأضاف الخولي أن غش زيت الزيتون يشمل: خلطه بزيت نباتي غير مشبع متعدد الروابط، مثل زيت الذرة، وزيت عباد الشمس، وزيت بذرة القطن، وزيت الفول السوداني، وزيت السمسم، إضافة إلى تكريره (أي تكسير روابط الأحماض الدهنية المفيدة فيه، وتكسير الفيتامينات، وفقد كل مضادات الأكسدة التي تميز زيت الزيتون).

دواء بشروط

وقال الخبير الدولي المصري في مجال الزيتون وزيته، إن زيت الزيتون يصلح كدواء، شرط أن تتوافر فيه عدة صفات طبيعية، منها: احتفاظه بمضادات الأكسدة، واحتوائه على الأحماض الدهنية المفيدة، وأهمها: الأولييك الذي يشكل نسبة تتراوح بين 72 83% من مكونات زيت الأصناف الزتية عالية الجودة، وهو دهن أحادي غير مشبع.

وبين الخولي أن احتفاظ زيت الزيتون بخواصه الطبيعية، لا يتم إلا باستخراجه بطرق لا تعتمد على التسخين في خطوط العصر، ولا إضافة الماء إلى "العجانة" لتسهيل نقل الخليط من مرحلة إلى أخرى، مفيدا أن مضادات الأكسدة تذوب في الماء، ثم يتم صرفها خارج خط العصر.

وفجر الخولي مفاجأة مدوية وهي أن زيت الزيتون كان يستخدم كدواء في أستراليا، وكان يباع في صيدلياتها حتى عام 1973، وكانت الجرعة تُكتَب على القارورة، للكبار والصغار.

سندات علمية

وبالبحث في المواقع الإلكترونية العلمية عن علاقة زيت الزيتون بالصحة العامة، تبين أنه يفيد في: تعزيز صحّة القلب والأوعية الدمويّة، حيث تمتاز منطقة البحر الأبيض المتوسّط بانخفاض معدّلات الوفاة الناتجة عن الأمراض القلبية الوعائية، ويعدّ زيت الزيتون هو المصدر الأساسي للدهون في غذاء سكّان هذه المنطقة.

وأشارت الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون هذا الزيت بشكلٍ منتظم يقل خطر إصابتهم بأمراض ارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغيّة، وفرط شحميّات الدم (بالإنجليزيّة: Hyperlipidemia) مقارنة مع غيرهم، كما ظهر أنّ هذا الزيت يساعد على تقليل الالتهابات، كما يقلل من الخلل الوظيفي للطبقة البطانية (بالإنجليزيّة: Endothelial dysfunction)، والخُثار (بالإنجليزيّة: Thrombosis)، بالإضافة إلى المساعدة على أيض الكربوهيدرات.

من جهةٍ أخرى، تبيّن أنّه بالرغم من تناول الأطعمة المقلية بزيت الزيتون أو زيت عباد الشمس بشكلٍ متكرر في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلا أنّ ذلك لم يكن له ارتباطاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجيّة.

ويشير الباحثون إلى أنّ مُركّبات الفينولات تنتقل من زيت الزيتون إلى الطعام، مما يجعله أكثر صحّةً، وشارت إحدى الدراسات الأخرى إلى أنّ زيت الزيتون يعدّ أكثر ثباتاً من زيت دوار الشمس، كما أنّه أقل احتماليّة لتغيُّر القيمة الغذائيّة للأطعمة المقليّة به.

كما يفيد زيت الزيتون في تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغيّة، حيث وُجدَ أنّ كبار السن الذين يتناولون زيت الزيتون بشكلٍ منتظم من خلال استخدامه بالطهي، وإضافته للسلطات، وغيرها من الاستخدامات، قلّ خطر إصابتهم بالسكتات الدماغيّة بنسبة 41% مُقارنةً بالذين لا يتناولون هذا النوع من الزيوت، كما يعتقد الباحثون أنّ هذا الزيت قد يكون إحدى الوسائل البسيطة لتقليل خطر الإصابة بالسكتات.

وأكدت الدراسات العلمية إمكانيّة تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب لدى من يستخدمون زيت الزيتون، حيث يُعدّ الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الدهون المتحوّلة (بالإنجليزيّة: Trans fat) أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مُقارنةً بتناول الأشخاص للدهون الأحاديّة غير المُشبعة، والدهون المتعدّدة غير المُشبعة، الموجودة طبيعيا في زيت الزيتون.

وأثبتت دراسة أخرى أنّ زيت الزيتون قد يساهم بشكل بسيط في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، إذ إنّ زيت الزيتون البكر الممتاز يحتوي على إحدى مركبات الفينولات الذي يُسمّى "أوليوكانثال".

وأثبتت الدراسات التي أجريت على الفئران أنّ الـ "أوليوكانثال" ساعد على إزالة البروتينات غير الطبيعيّة التي ترتبط بالإصابة بمرض الزهايمر من الدماغ، بالإضافة إلى أنَّ هذا المركب يعزّز من إنتاج بعض البروتينات والإنزيمات التي تساعد على التخلّص من مركب الأميلويد بيتا (بالإنجليزيّة: Beta-amyloid) من الدماغ، والذي يُعتقد أنّه من عوامل الإصابة بهذا المرض.

وأوضح الباحثون أنّ اتّباع كبار السنّ للحمية الغذائية الخاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسّط، مع تناول زيت الزيتون البكر الممتاز، يساعد على حماية الوظائف الإدراكيّة لديهم.

ويعزز زيت الزيتون من صحة الكبد، حيث أشارت دراسات إلى أنّ زيت الزيتون يمكن أن يقي الكبد من الإجهاد التأكسدي الذي يتلف الخلايا، كما ينتج عنه تكوّن الجذور الحرّة، "وقد لوحظ في إحدى الدراسات أنّ الفئران المعرّضة لمبيدات الأعشاب السامّة والتي أعطيت نظاماً غذائياً يحتوي على هذا الزيت قلّ خطر إصابتها بتلف الكبد".

يُذكر أن النظام الغذائي لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حاز أعلى درجة في سلم الأنظمة الغذائية العالمية، حيث يحتل زيت الزيتون العنصر الأهم في احتياجات الجسم من الدهون الحميدة.

وتشمل الملامح الرئيسية لهذا النظام الغذائي: استهلاك نسبة عالية من زيت الزيتون والبقوليات والحبوب غير المكررة، والفواكه، والخضروات، واستهلاك كمية معتدلة إلى كبيرة من الأسماك، واستهلاك معتدل من منتجات الألبان (خاصة الجبن والزبادي)، واستهلاك نسبة منخفضة من اللحوم ومنتجاتها.

كما أن زيت الزيتون هو السِّمة الخاصة لحمية البحر الأبيض المتوسط، فهو يحتوي على مستوى عالٍ جداَ من الدهون غير المشبّعة الأحادية، وأهمها حمض الأوليك، والذي تشير الدراسات الوبائية إلى أنه يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

وهناك أيضا أدلة على أن مضادات الأكسدة في زيت الزيتون تحسّن مستوى الكولسترول، وخفض مستوى الكولسترول الضار LDL، كما يملك تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة لارتفاع ضغط الدم.