منبع الشتلات وحاضنة الأصناف المحلية والأجنبية
قرية السلام: العشوائية ضربت زراعة الزيتون في مصر
- مصر تفقد عرش زيتون المائدة بفعل التغيرات المناخية
- الزيتون عالي الكثافة يصحح خريطة الزيتون المصري
- مهندس زراعي: المصريون أساءوا لمحصول الزيتون
كشف أصحاب مشاتل زيتون في قرية السلام - مركز بلبيس، بمحافظة الشرقية، سر تراجع أسعار شتلات الزيتون، مؤكدين أنه - أي السر، يكمن في العشوائية التي أصابت الزراعة المصرية بشكل عام، وزراعة الصحراء بشكل خاص.
وقال المهندس محمد حسين رماح، صاحب شركة متخصصة في مشاتل الزيتون والموز ونباتات الزينة وأشجارها، إن الرغبة المتزايدة في تقنين وضع اليد على الأراضي الصحراوية دفع أصحابها لشراء شتلات زيتون بشكل عشوائي، وبدون تحديد الصنف وفقا لطبيعة الأجواء، واحتياجات السوقين المحلية والعالمية.
أشجار زيتون في أحد المشاتل المصرية
وأضاف رماح في تصريحات خاصة لموقع "الأرض"، إن هذا الطلب المرتفع بغرض زراعة الأرض لزوم التقنين، أجبر أصحاب المشاتل على الاستجابة لهذا الطلب، فضاعفوا زراعة العقل لإنتاج شتلات بنحو خمسة أضعاف المعدلات الطبيعية، المرتبطة بالنمو المتوازن في زراعات الزيتون، وبالتالي زاد المعروض في السوق من الشتلات للدرجة التي تسببت في ركودها لعامين وثلاثة أعوام، وبالتالي انهيار سعرها.
وذكر رماح أن أسعار الشتلات تراجعت بمعدل النصف عن أسعار 2020، حيث حدد سعر 1.5 جنيه فقط للشتلة من أصناف: بيكوال، مانزانيلو، كوريتينا، دولسي، مقابل 4 جنيهات للعجيزي الشامي، و5.5 لشتلة الكلاماتا المطعومة.
وتعجب رماح من لجوء المستثمرين الكبار إلى استيراد شتلات الزيت، مثل الأربوكينا، والكروناكي من خارج مصر، "حيث توجد في مصر لدى شركات خبيرة، كما توجد بجودة عالية وشهادات ضمان لدى مشاتل قرية السلام، وبسعر 3.5 جنيه للشتلة من الصنفين، اللذين يجودا في الزراعات الزيتية عالية الكثافة.
وردا على هذا الحديث، قال المهندس صبحي ليلة استشاري زراعات الزيتون، إن النمو لايزال مضطردا في مساحات الزيتون في مصر، وذلك كونها شجرة تعيش في الأراضي ذات الطبيعة الصعبة (صخرية أو كلسية)، وبالتالي أصبحت وسيلة الراغبين في تقنين وضع اليد على الأراضي الصحراوية، وذلك أيضا لقلة الكلفة المالية، مقارنة بأشجار غيرها.
وأضاف المهندس ليلة في تصريحه لموقع "الأرض"، إن الزراعات عالية الكثافة بدأت تسيطر على المشهد العام في زراعات الزيتون، بغرض إنتاج الزيت، لافتا النظر إلى أن التكثيف العالي يحدث على أيدي مستثمرين يستهدفون إنشاء مصانع للعصر والتعبئة بغرض التصدير.
من جهته، قال المهندس صبري صحصاح مدير زراعات الزيتون في إحدى الشركات الزراعية في مصر، إن الاهتمام بالزيتون كمحصول (زيتا وثمار مائدة)، تراجع كثيرا في مصر، بفعل العشوائية التي ضربت زراعته وتجارته وتصنيعه وتسويقه.
وأضاف صحصاح أن المصريين لم يُحسِنوا إلى شجرة الزيتون، مثلما أساءوا لمحاصيل أخرى فقدت قيمتها على مؤشر الاقتصاد الزراعي المصري.
أما المهندس محمد النحاس استشاري زراعات الزيتون عالي الكثافة، فقال إن خريطة الزيتون في مصر بدأت تصحح ذاتها، بعد الاتجاه إلى زراعة عالي الكثافة بغرض إنتاج الزيت، وذلك بعد الإفراط في غرس أصناف المائدة حتى زادت عن القدرات الاستهلاكية والتصديرية للسوق المصرية.
وأضاف النحاس أن الاستثمارات الجديدة في هذا المجال، سوف تضع مصر على مؤشر إنتاج زيت الزيتون في العالم، بعد أن كانت قد خرجت من التصنيف بسبب الإنتاجية القليلة (أقل من 20 ألف طن سنويا).
يُذكر أن مصر تحتل المركز الأول عالميا في إنتاج زيتون المائدة، منذ عدة أعوام، بإنتاجية تزيد على 750 ألف طن سنويا، لكنها ستفقد هذا العرش في موسم 2021، بسبب التغيرات المناخية التي عصفت بالإنتاج هذا العام.