الأرض
السبت 1 مارس 2025 مـ 05:19 صـ 2 رمضان 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تخمة العنب تربك الأسواق الأمريكية وتكبد مزارعي أمريكا الجنوبية خسائر فادحة

محصول العنب
محصول العنب

شهد مزارعو عنب المائدة في أمريكا الجنوبية موسما استثنائيا في عام 2024، حيث استفادوا من ارتفاع الأسعار في السوق الأمريكية.

ونتيجة لذلك، فضّلت بيرو وتشيلي توجيه شحناتهما نحو الولايات المتحدة، على حساب الأسواق الآسيوية والعالمية الأخرى. لكن هذا التحول أدى إلى إغراق السوق الأمريكية بكميات كبيرة من العنب، ما تسبب في انهيار الأسعار إلى مستويات أقل من تكلفة الإنتاج، وفقًا لما صرّح به إيرا جرينشتاين من شركة Direct Source Marketing.

وعلى الجانب الآخر، تسبّب نقص التوريد في الأسواق الآسيوية في ارتفاع الأسعار هناك بشكل قياسي.

الإضراب المينائي.. شرارة الأزمة

مع بدء بيرو في شحن العنب إلى الولايات المتحدة خلال الخريف الماضي، كانت الأسعار قوية بفضل نهاية مبكرة لموسم الحصاد في كاليفورنيا.

غير أن الأزمة تفاقمت مع إعلان إضراب محتمل في الموانئ الأمريكية اعتبارًا من 15 يناير. دفع هذا التهديد المستوردين إلى تكديس الفاكهة في المخازن الباردة تحسبًا لتعطل الإمدادات، لكن بعد إلغاء الإضراب، أصبح السوق مشبعًا بكميات ضخمة من المخزون المتراكم، مما أدى إلى انخفاض حاد في الأسعار.


تزامن ذلك مع وصول كميات كبيرة من العنب الطازج من بيرو وتشيلي، ما فاقم الأزمة أكثر.

وأوضح جرينشتاين: "وجدنا أنفسنا أمام عاصفة كاملة من الفواكه المخزنة، والتوريدات الجديدة من إيكا في بيرو، إلى جانب الإنتاج المبكر من تشيلي. لم تكن هناك عروض ترويجية للبيع بالتجزئة خلال يناير بسبب توقعات نقص الإمدادات، وعندما حاول تجار التجزئة تعديل الأسعار لاحقًا، كان الأوان قد فات، وانهار السوق تمامًا."


زيادة المعروض تضغط الأسعار إلى أدنى مستوى


في المعتاد، تحافظ السوق على استقرارها عند مستوى تدفق يبلغ 3 ملايين صندوق من العنب أسبوعيًا، لكن خلال الأسابيع الأخيرة، بلغ حجم الشحنات إلى الولايات المتحدة نحو 5 ملايين صندوق أسبوعيًا، متجاوزًا الطلب بكثير. وفي الفترة بين 10 يناير و15 فبراير، هوت الأسعار الفورية لعنب المائدة من 40 دولارًا إلى ما بين 20 و24 دولارًا فقط، ما أدى إلى تكبيد المزارعين خسائر فادحة.


في ظل هذا الواقع، تتدفق الفاكهة متوسطة الجودة إلى الأسواق بالجملة، حيث يتم بيعها بأسعار متدنية لا تتجاوز 10 دولارات للصندوق أو يتم التبرع بها لبنوك الطعام. ووفقًا لجرينشتاين، فإن المزارعين سيحتاجون إلى أسابيع طويلة حتى يستعيد السوق توازنه، حيث يُتوقع أن تستمر التخمة حتى نهاية مارس على الأقل.


ضربة جديدة من الطبيعة.. أمطار تهدد المحاصيل في بيرو


وسط هذه التحديات، تعرّضت منطقة إيكا في بيرو لأمطار غزيرة غير معتادة خلال الأيام العشرة الماضية، ما أثّر على 30% من المحصول المتبقي قيد الحصاد. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تراجع الشحنات الأسبوعية بمقدار مليون صندوق، ما يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة للمزارعين الذين يعانون بالفعل من تدني الأسعار وتراجع الطلب.


ورغم هذه الضغوط، يتوقع الخبراء أن تبدأ الأسعار في التحسن مع تقلص الإمدادات بحلول أبريل، حيث ستعود السوق إلى مستويات أكثر استقرارًا.

ومع ذلك، فإن مزارعي أمريكا الجنوبية سيحتاجون إلى مزيد من الوقت لتعويض خسائر هذا الموسم الصعب.