تراجع واردات زيت النخيل إلى أدنى مستوى في 5 سنوات

تشهد واردات زيت النخيل انخفاضا حادا، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ خمس سنوات، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتحسن الإنتاج في كبرى الدول المنتجة. ومع بدء انخفاض الطلب العالمي، من المتوقع أن تتراجع الأسعار، مما قد يحد من الفجوة السعرية بين زيت النخيل والزيوت النباتية المنافسة.
تراجع الطلب لصالح بدائل أرخص
بعدما قفزت أسعار زيت النخيل بنسبة 20% إلى أعلى مستوى لها منذ عامين في 2024، بدأ المستوردون الرئيسيون، مثل الهند، في التحول إلى زيت فول الصويا وزيت عباد الشمس كبدائل أرخص. ويرجع هذا الارتفاع السعري إلى اضطرابات الإمدادات الناجمة عن الفيضانات في إندونيسيا وماليزيا، أكبر منتجين لزيت النخيل في العالم. ومع ذلك، فإن الزيادة المتوقعة في الإنتاج خلال الأشهر المقبلة قد تؤدي إلى تراجع الأسعار بشكل كبير.
ارتفاع الإنتاج وعودة الاستقرار للأسواق
أوضح دوراب ميستري، المحلل في القطاع، أنه مع انتهاء شهر رمضان، سيبدأ الإنتاج في الارتفاع بشكل كبير، مما قد يدفع الأسعار إلى التراجع. وتوقع أن يتم تداول زيت النخيل بين 3600 و4100 رينجيت (814.5 إلى 927.6 دولار) للطن من أبريل حتى نوفمبر 2024.
وفي الهند، من المتوقع أن تنخفض واردات زيت النخيل في موسم 2024/25 إلى 7.5 مليون طن، وهو أدنى مستوى لها منذ خمس سنوات، وفقًا لما ذكره سانجيف أستانا، رئيس جمعية مستخرجي البذور الزيتية الهندية (SEA).
إنتاج قياسي في إندونيسيا وماليزيا
من المرجح أن يرتفع إنتاج زيت النخيل الخام في إندونيسيا إلى 50 مليون طن في 2025 مقارنة بـ 48.16 مليون طن في 2024، في حين يتوقع أن يصل إنتاج ماليزيا إلى 19.5 مليون طن.
ورغم ذلك، فإن صادرات زيت النخيل الإندونيسي ستنخفض بنسبة 7.3% إلى 27.35 مليون طن، بسبب تحويل جزء كبير من الإنتاج إلى وقود الديزل الحيوي (B40)، وهو برنامج حكومي يهدف إلى تقليل الاعتماد على الديزل المستورد. ومن المتوقع أن يستهلك قطاع الديزل الحيوي في إندونيسيا حوالي 13.6 مليون طن من زيت النخيل، مقارنة بـ 11.44 مليون طن في العام السابق.
توقعات السوق: هل نشهد انخفاضًا في الأسعار قريبًا؟
مع تحسن الإنتاج وتراجع الطلب العالمي، يبدو أن أسعار زيت النخيل تتجه نحو الانخفاض، مما قد يعيد التوازن بينه وبين الزيوت النباتية الأخرى في الأسواق العالمية. ومع ذلك، يبقى تأثير برامج الطاقة الحيوية في إندونيسيا عاملًا رئيسيًا في تحديد مستقبل الأسعار والإمدادات خلال الفترة المقبلة.