الأرض
الجمعة 22 نوفمبر 2024 مـ 11:33 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وماذا بعد الشكوى ياسادة ؟!

الشعب المصرى الآن يضج بالشكوى، ويئن تحت وطأة الغلاء الفاحش، والحكومة مستمرة فى المزيد من الضغط عليه، ووضع الأحمال والأثقال فوق ظهره المنهك، وهو يتألم ويصرخ، وكلما تألم وصرخ زادوا هم فى قسوتهم وظلمهم ، والمتنطعون فى إعلامنا يقولون له: اصبر، وهو صابر محتسب منذ نصف قرن، يخيرونه ما بين الضياع والتشريد والشتات ومابين تحمل الظلم الاجتماعي الذي لا مثيل له فى تاريخنا.
ونحن في حيرة من أمرنا، هل ندعو إلى ثورة للجياع، وكل المعطيات تدفعنا إلى ذلك، وكل مسببات الثورة والانفجار موجودة ومتوافرة، وغباء الحكومة يشعلها ويسكب الزيت عليها كل يوم، فإن الشعور بالظلم وليس الظلم نفسه هو الذى يولد الثورات، كما قال مونتسكيو، ونحن امام خيار قاس، واختبار تاريخي عنيف.
فماذا عسانا ان نفعل ياسادة، ونحن نرى ان راتب محافظ البنك المركزى وهو موظف عمومي يبلغ مليونين وستمائة الف جنيه شهريا، وان وزير الأوقاف قام بتشطيب شقة فضيلته بمليون جنيه من حساب الوزارة، وان عشرة وزراء يبلغ راتب كل واحد منهم الشهري ثلاثة ملايين جنيه، وأن فى وزارة النقل مائة مستشار يتقاضون خمسين مليون جنيه وأغلبهم لواءات سابقون ، وباقى موظفى الوزارة يتقاضون خمسة ملايين ، وان أحد لصوص القمح سرق وحده سبعة وسبعين مليونا فى صفقة واحدة ، وان البرلمان المصرى صاغ قانونا يعفى أعضاءه من الضرائب فى سابقة لم تحدث فى بلاد تركب الأفيال ، وقانونا آخر يضاعف من مرتباتهم !!.

قولوا لنا ياسادة ماذا نفعل بعد ذلك وهو قطرة فى بحر ، وغيض من فيض ، وماخفى كان أبشع ، نعرف ان الثورة دمار ، فى عالم متربص بنا ، ونعرف ان أعمدة النار تشتعل حوالينا فى دول كثيرة ، وان حلمهم ان تحترق مصر ، وأنها الجائزة الكبرى كما قال برنسكى عضو الكونجرس عام 83!.
نعرف كل ذلك ولكن ماذا نفعل ؟؟!! 
لماذا ندفع نحن فقراء مصر وحدنا فاتورة الاصلاح المزعوم ، وحواليكم من سرق ومن نهب ومن اثرى ثراء فاحشا من دم هذا الوطن ، وتتركوه ينعم بسرقاته ، وتتفاوضون معه ، بل وكثير منهم شركاء معكم فى الحكم !.
قولوا لنا ماذا نفعل ، ايتها الحكومات الفاشلة ، الظالمة ، المجرمة ، واعلموا ان اليائس يتصرف تصرفات يائسة ، وان الماء عندما يعلو لايكون بعدها سوى الطوفان ، والطوفان سيغرق الجميع ، أنه جرس انذار من شعب لم يعد لديه مايعطيه ، ولن يطول صبره ، ولن يستمر فى شكواه طويلا !.
فانتبهوا !!.