الأرض
الجمعة 22 نوفمبر 2024 مـ 05:20 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
المجموعة الأوروبية تطلق أسرع وسيلة للتخلص من متبقيات المبيدات «الأغذية العالمي» يعتمد خطة لأوكرانيا بقيمة 2.1 مليار دولار «زراعة البحيرة» تقرر عدم صرف الأسمدة المدعمة لهذه الفئات «الزراعة»: نواصل متابعة المحاصيل الشتوية.. ونراقب سوق المبيدات ومكافحة القوارض والحشرات والآفات «الصحة»: خروج جميع المصابين في حادث انقلاب أتوبيس طريق الجلالة وزير التموين يفتتح سوق اليوم الواحد في حلوان بتخفيضات كبيرة الزراعة»: معدات تحسين الأراضي تزيل التعديات وتطهر المساقى والمراوي وخدمة المزارعين بالإسكندرية والبحيرة برغم فائض العرض.. موسم واعد للمانجو المصرية «الزراعة» تناشد المزارعين عدم التكالب على تقاوي البطاطس .. كميات وفيرة ستصل قريبا باكستان تواجه تحديات الاستدامة في إنتاج الأرز.. من أزمة المياه إلى انبعاثات الكربون شراكة «مصرية - سعودية» جديدة لزيادة التبادل التجاري ودعم الأسواق فى البلدين البرازيل: انخفاض إنتاج السكر بنسبة 24%

المعلم المفترى عليه

عندما يغيض الماء ، ويتدنى منسوبه فى النهر ؛ فإن كل المراكب تبدو هابطة ، وهذا ماجرى فى مجتمعنا ! .
والمعلم مهنة رسولية مقدسة ، لكنها ابتذلت على طول الزمان ، وعرضه ، ففى ثلاثية نجيب محفوظ ، يدخل معلم إلى مقهى ويجلس على مقعد فيها ، فيأتي النادل ويأمره بترك المقعد لأنه مخصص للسيد مأمور الداخلية ، وينصاع المعلم صاغرا ، ويقول عنه طه حسين بأنه مريض يداوى مرضى ، وأنه بائس يواسى بؤساء ، وكان وقتها طه حسين وزيرا للمعارف !.
وبلغت المأساة ذروتها ، حين عرضه الإعلام نهازا للفرص مستغلا دنىء الناس ، وأحيانا سفاحا هتاكا للأعراض ، وقد نشرت جريدة الأهرام يوما خبرا مفاده قيام معلم باغتصاب إحدى عشرة فتاة فى بيته دفعة واحدة ، ثم تبين ان ذلك توجيه حكومى فى إطار خطة ذكية لمحاربة الدروس الخصوصية ! . ثم يصدر حسين كامل بهاء الدين قرارا بمعاقبة من يرتكب عنفا من ( الطرفين ) ، والطرفان هنا هما المعلم والتلميذ ، هكذا يضع المعلم فى مواجهة تلميده رأسا برأس ، مما خلق نوعا من البغض المتبادل والتربص ، انعكس بشكل مباشر فيما نراه من قسوة بعض المعلمين على تلاميذهم ، وكذلك وقاحة التلاميذ وتطاولهم على معلميهم حتى وصل حد الضرب والقتل كما حدث فى احدى مدارس المنيا منذ عامين ! .
وحين تضع معلما فى مواجهة مائة وعشرين تلميذا فى فصل واحد ، وتطالبه أن يعلمهم ، فأنت تدفعه الى الموت قهرا أو مرضا أو إلى الانتحار ! .
ولهذا ، ترانى لا أخطىء فى معرفة سمت المعلم من بين عشرات المهن والوظائف ، فتراه منكسرا ، منكمشا ، متوترا ، متبرما ، ساخطا ، شاعرا بالظلم والاضطهاد دوما ، مثيرا للشفقة والاحسان ، بعيدا عن أباطرة الدروس الخصوصية ومراكزها وأصحاب البزنس والذين يذهبون لمشاهدة كأس العالم ، فهؤلاء لايقاس عليهم ، وليسوا معلمين ، وإنما هم تجار ، ورجال أعمال ، وتماسيح بشرية ! .