سيادة الرئيس : الزراعة طوق النجاة لمصر
فشل مصر في الوصول للاكتفاء الذاتي من الغذاء حتى الآن يرجع إلى غياب استراتيجية زراعية حقيقة تطبق على أرض الواقع، وعلى خلفية ذلك تستورد الدولة بنحو 160 مليار جنيه سلعا زراعية من القمح والذرة الصفراء وفول الصويا والزيوت النباتية والسكر والفول والعدس والمكونات الأساسية للأعلاف الداجنة والحيوانية. وعلى مسؤوليتي، مصر تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية لتوفير الغذاء، عن طريق إصلاح التركيب المحصولي، وزراعة ما لا يقل عن 3.5 مليون فدان قمحًا بنظام الزراعة التعاقدية، وأن يرتفع سعر التوريد إلى 450 جنيها بدلا من 420 جنيها للأردب، ويتم تسديد فرق السعر من المبلغ المخصص سنويًا لاستيراد القمح من روسيا وأوكرانيا ورومانيا وفرنسا وأمريكا، التي تبلغ قيمتها 21 مليار جنيه سنويا من الموازنة العامة للدولة. سيادة الرئيس: هناك ضرورة ملحة لدعم الفلاح المصري، وليس الفلاح الأجنبي، عن طريق توفير الأسمدة على صورة« NPK» المغذيات الصغرى والكبرى وليس الصورة الحالية من اليوريا المحرمة دوليا، والتي تعد مصدر تلوث للزراعة والتربة والبيئة و لابد من تقليص المساحة المخصصة للبرسيم إلى 2 مليون فدان بدلا من 3.3 مليون دون خلل في إجمالي إنتاج المحصول، وذلك عن طريق رفع إنتاجية الفدان باستخدام نوع متميز من الأسمدة الحيوية الصديقة للبيئة والتى نجحت أنا وفريقي العلمى في جامعة المنوفية فى إنتاجها وتم تطبيقها على أرض الواقع خلال السنوات الستة الماضية، وحققت طفرة فى إنتاجية الأعلاف الخضراء بشهادة عدة لجان من وزارة الزراعة إبان عهد الدكتور ايمن أبو حديد. هذه الأعلاف "البرسيم" يزيد فيها محتوى البروتين، ليصل إلى 26% بدلا من 12 %، وتكون أراضي البرسيم التي تم تسميدها حيويا، صالحة في موسم الزراعة الصيفي لزراعة الذرة الصفراء زراعة تعاقدية للدولة، بسعر منافس لا يقل عن 420 جنيها للأردب وبعقود ملزمة من الدولة لصالح الفلاح المصرى، مما يترتب عليه الاستغناء عن إستيراد ما يقرب من 6 مليون طن ذرة صفراء والتى يتم استيرادها، وكلها مهندسة وراثيا وتشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان والحيوان، من خلال دخولها في برامج علف الدواجن والماشية بنسبة 60%. مصر تستورد من “الأرجنتين والبرازيل وأمريكا”، وعي دول تزرع الأصناف المهندسة وراثيا GMO وتقوم بتصديرها، وفي المقابل نجد دول الاتحاد الأوروبي توقفت تماما عن استخدام كل من الذرة الصفراء وفول الصويا المهندسة وراثيا في برامج تغذية الحيوان والدواجن. أن المساحة التي تم زراعتها في الموسم الشتوي بمحصول القمح تزرع صيفا بأصناف فول الصويا، والتي تمتاز بمقاومتها لدودة ورق القطن وذلك من خلال الأصناف المنتخبة من مركز البحوث الزراعية بالتعاون مع بعض الباحثين من الجامعات المصرية، وبالتالى يصبح التركيب المحصولي بهذا الشكل يعمل على زراعة محصول نجيلي يعقبه محصول بقولي والعكس، وبالتالي تزداد خصوبة التربة الزراعية عاما بعد عام ونستطيع بذلك تقليل كميات الأسمدة المستخدمة، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستيراتيجية وتوفير ما يقرب من 120 مليار جنيها سنويا لخزانة الدولة وتقليل العجز فى الميزان التجارى ولنا اسوة فى دولة البرازيل حيث قللت العجز فى الميزان التجارى بحوالى 500 مليار دولار قروضا من البنك الدولى فى خلال عامين إثنين فقط عن طريق الزراعة والزراعة فقط .