خبير زراعي يحذر من إنتشار لفحة الأرز.. وهذه أهم عوامل إنتشار المرض وطرق مكافحته
![أمراض الارز](https://media.elaard.com/img/19/08/06/15650770456381032.jpg)
حذر الدكتور محمد علي فهيم أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، من الإنقلاب المناخي لهذا الصيف وتأثيراته على محاصيل الموسم الصيفي 2019 وخاصة محاصيل الحبوب والتي يحدث لها ضعف في النمو وإصفرار النباتات و التقزم وفشل الإخصاب والعقد والطرد المبكر للسنابل، وكذلك الحساسية للإصابة بالأمراض مثل مرض لفحة الأرز .
مضيفًا أن إستمرار الموجات الحارة الطويلة سيسبب مشاكل عديدة في الزراعات الصيفية، فزيادة الحرارة عن المعدلات تسبب زيادة كبيرة في إفراز هرمونات «الهدم» مثل الإيثيلين، وكذلك مضادات الأكسدة، وبالتالي حرق المادة الجافة المتكونة والتي كانت تذهب لبناء أنسجة جديدة وما يزيد من ذلك زيادة الرطوبة النسبية، كما أن النباتات التى تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة يحدث بها تغييرات شديدة فى التحولات الغذائية، ويحدث هذا غالبًا إذا ما تعـرضت النباتات لدرجات حرارة أعلى من الحد الأمثل بحوالى ٥ مئوية، كما يحدث أيضًا هدم للخلايا، وفساد للأغشـية البلازمية فى بدء في النضج المبكر.
وكشف فهيم ، عن أن ضعف النبات سبب زيادة حساسيته للإصابة بالأمراض الفطرية، ومنها مرض لفحة الأرز، موضحًا أن كل الأصناف المنزرعة حاليًا مقاومة للفحة ما عدا سخا101 وسخا 108 بديل له، ولكن يبقي أن يلتزم المزارع الحيطة، فمقاومة أمراض النبات قد تنكسر لعدة أسباب، منها التغيرات الفسيولوجية والبيوكيماوية داخل النبات وهذا ما حدث بسبب الأجواء المناخية الجامحة، بالإضافة إلى ما يسمي بالضغط الجرثومي العالي.
وأكد فهيم أن مرض اللفحة من أخطر الأمراض التي تصيب الأرز في مصر، وقد كان سببًا في اندثار الأصناف القديمة لاحتمال ظهور سلالات فسيولوجية جديدة للمرض، وهو يسبب نقصًا في محصول الأرز في مصر يقدر بحوالي ٢-٣، ويلائم هذا المرض درجات الحرارة المرتفعة نوعًا (بمتوسط يومي ٢٥-٣٠°م) والرطوبة العالية، وجراثيم الفطر لا تتكون في درجة رطوبة أقل من ٨٨%.
وأشار فهيم ،إلى أن هذا المرض يسبب مظهر اللفحة على الأوراق والساق والسنابل، وتظهر الإصابة على الأوراق في بداية الأمر على هيئة بقع صغيرة تكبر تدريجيًا حتى تصل أحيانًا إلى ما يقرب من ثلاث سنتيمترات طولا وحوالي سنتيمترًا عرضًا، ويصبح لونها في الوسط رماديًا قذرًا وبلون القش بينما حافة البقع لونها بني داكن، وتظهر الإصابة على الساق في الجزء العلوي منه (حامل السنبلة) فتظهر عليه بقع لونها رمادي داكن أو فاتح، وقد تظهر الإصابة على حامل سنبلة واحدة أو أكثر ويسمي هذا الطور بخناق الرقبة، وينتج عن اشتداد الإصابة موت النباتات المصابة مبكرا، وعدم اكتمال تكوين الحبوب فيها أو موتها وتميل السنبلة ميلا كبيرًا بسبب ضمور عنقها، وقد تمتد الإصابة إلى أغلفة الحبوب فتضمر الحبوب وتتلون الأغلفة بلون أبيض باهت، وتظهر على الحبوب المصابة بقع لونها رمادي، وعند اشتداد الإصابة تصاب السنبلة كلها، ويصبح لونها رماديًا، كلما كانت الإصابة مبكرة كلما زاد الضرر وتأثر المحصول بشدة.
ولفت فهيم ، إلى أن من أهم مصادر نقل العدوى، جراثيم الفطر المتواجدة في الهواء، وهي إما متواجدة به من الموسم السابق أو من إحدى الدول المجاورة التي تزرع أرزًا، وكذلك بقايا المحصول المصاب (القش) وهو يحتوي على الفطر في حالة سكون، وأيضًا التقاوي المصابة وهي ذات أهمية قليلة بالنسبة لمصادر العدوى الأخرى، ولا تعتبر من المصادر الرئيسية للعدوى إلا تلك التي يتصادف وقوعها على حواف المصارف والمراوي عند الزراعة حيث يعمل الميسيليوم أو الجراثيم المتواجدة على سطحها الخارجي على إحداث عدوى للنباتات المجاورة، والحشائش النجيلية.
ولمكافحة المرض، شدد فهيم على ضرورة التبكير في الزراعة بحيث تكون زراعة المشتل في مايو، وأن تتم عملية الشتل في يونيو حتى يمكن تجنب إصابة أعناق السنابل، إلى جانب التخلص من قش الأرز قبل زراعة المحصول الجديد، والتخلص من الحشائش التي توجد بالأرز كالدنيبة والعجيرة لأنها تزاحم الأرز في نموه وتجعله أكثر تعرضًا للإصابة، وكذلك الزراعة بطريقة الشتل، إذ أن هذه الطريقة تساعد على سهولة مقاومة الحشائش مما ينتج عنه نمو الأرز نموًا جيدا فيقاوم المرض، وأيضًا الزراعة على مسافات واسعة نسبيًا.
وأوصى فهيم باستعمال تقاوي سليمة مأخوذة من حقل سليم، أو الشتل بشتلات سليمة خالية من المرض، مع تجنب الإفراط في الأسمدة الآزوتية عن الحد المقرر، وعدم التأخير في إضافتها وعدم استعمال الأسمدة العضوية بكثرة.
وأوضح فهيم أن من أهم العوامل التي تساعد على انتشار مرض لفحة الأرز، زراعة الأصناف القديمة القابلة للإصابة بمرض اللفحة، والزراعة المتأخرة عن النصف الأول من شهر مايو، وزيادة التسميد الآزوتى عن المعدلات الموصى بها، وزيادة نسبة الرطوبة وإرتفاع حرارة الجو، وأيضًا تجفيف الأرض لفترات طويلة من 7- 10 أيام.
وللوقاية من مرض اللفحة، أوصى "فهيم" بالعناية بالتسميد الآزوتى وعدم الإفراط فى المعدلات السمادية، حيث تكفى 40 وحدة آزوت للفدان (4 شكاير سلفات أمونيوم)، والعناية بالرى والصرف وعدم تجفيف الأرض لفترات طويلة، والتخلص من قش الأرز كمصدر أساسى من مصادر العدوى، وفي حالة ظهور الإصابة على الأوراق بنسبة 10% فأكثر بالحقل المستديم (تحدد هذه النسبة بمعرفة مرشد الأرز المتخصص أو اللجنة العلمية للحملة القومية لمحصول الأرز بالمحافظة) يجب العلاج بإستخدام أحد المواد التاليـة:
*مبيد كيمازد 50 % WP- بمعدل 75 جرام لكل 100 لتر ماء
*مبيد اكتيم 75% WP -بمعدل 100 جم للفدان
*مبيد بيم 75% WP -بمعدل 100 جم للفدان
*مبيد فوجى وان 40% EC -بمعدل 400 سم للفدان
ويراعى أن يكرر الرش مرتين على الأقل، الأولى عند بداية ظهور الإصابة والثانية عند طرد السنابل، ويفضل إضافة مادة ناشرة بمعدل 50 سم3 /100 لتر ماء لزيادة كفاءة إستخدام المبيدات.