محاولات باستخدام هرمونات الشباب ومقاومة الإيثيلين والأبسيسك
تعرف على ابتكارات مفيدة لتزهير الزيتون
تعاني أشجار الزيتون في مصر من موسم دافيء مر عليها خلال فصل الشتاء وتسبب في ضعف عملية التزهير بعد تناقص وحدات البرودة إلى أكثر من النصف، وسنحاول من خلال المقال التالي تقديم بعض المقترحات لمحاولات مختلفة لتحفيز الزيتون على التزهير
س: هل من أمل في دفع الزيتون للتزهير أول أبريل في مناخ مصر؟
ج: عدم حصول الأشجار مستديمة الخضرة، ومنها الزيتون، على احتياجاتها من وحدات البرودة، قبل فبراير، يوجه البرعم الخضري إلى التكشف، على حساب الزهري، في عملية فيسيولوجية مثبتة علميا.
ويستخدم الخبراء حيلا جديدة لإحداث صدمة فيسيولوجية للبرعم الزهري، باستخدام بعض الهرمونات التي تتسبب في "ربكة" قد ينجم عنها تكشف البرعم الزهري، لكن بحالة ضعيفة.
ويرى خبراء النبات أن التزهير ما هي إلا عملية فيسيولوجية يحافظ بها النبات على نوعه، وغالبا ما تحدث نتيجة تداخل مسببات متضادة، تعطل سيادة هرمون الشيخوخة "الإيثيلين" وهرمون التساقط "الأبسيسيك"، فينشط هرمون الحياة "السيتوكينين"، دافعا بذلك الأزهار، ومزيدا من البراعم الخضرية.
ووفقا لما هو ثابت علميا ومجهريا لعلماء الفيسيولوجيا، فإن آباط الأوراق تكون حاضنة لبرعمين، أحدهما زهري، وثانيهما خضري، "وتتكون خلاياهما الاسكرانشيمية سنويا في الربيع"، ولا يتكشفان إلا بعد نحو 10 أشهر من ولادتهما.
ويصف العلماء، ومنهم الدكتور الباز عبد العليم، باحث الدكتوراة في فيسيولوجيا النبات في كلية الزراعة - جامعة الأزهر، عملية التكشف في الموسم الجديد، بعملية تنافسية تخضع لاكتفاء كل منهما بوحدات البرودة اللازمة لسكونه العميق.
وفقا للمهندس صبحي ليلة استشاري زراعات الزيتون، يتطلب البرعم الزهري وحدات أكثر من توأمه الخضري، وبالتالي يغيب الأول، ويتكشف الثاني مالم تحصل الشجرة على ساعات برودة تتراوح بين 150 و180 ساعة للأصناف البلدية، وبين 220 و250 ساعة للبيكوال والمانزانيلو والأصناف الزيتية.
وغالبا ما تتجه الأشجار إلى النموات الخضرية على حساب الزهرية، نتيجة عدم كفاية وحدات البرودة اللازمة لإدخال البرعم الزهري في سكونه العميق، حتى يكون جاهزا للحس تلقائيا مع دفء درجات الحرارة، مع دخول النصف الثاني من فبراير.
ونتيجة هذا الخلل، يتكشف البرعم الخضري مستنزفا مخزون الأوراق من الكربوهيدرات المخزنة نتيجة عمليات التمثيل الضوئي للأوراق طوال الشهور التالية للربيع المنقضي وحتى بداية البرودة أول نوفمبر من كل عام.
ولا يكف مهندسو الزيتون وخبراءه عن محاولة التجريب في سبيل الدفع الزهري، حيث تُستخدم هرمونات مثل السيتوكينين الذي يتغلب على سيادة الإيثيلين والأبسيسيك، كما يلجأون إلى مركبات تجمع بين السيتوكينين والأوكسينات (هرمونات العقد الثمري)، إضافة إلى مركبات تحتوي على: البورون، الملوبيدنيوم، الماغنيسيوم، والزنك، وذلك لتفعيل مجموعة من العمليات الحيوية، منها: فتح الثغور بواسطة الماغنسيوم، وبالتالي إتمام التنفس وتحريك العصارة من الورقة إلى الآباط، ثم اختزال الكربوهيدرات من الأوراق إلى البراعم الزهرية بفعل الملوبيدنيوم، والمساهمة في بناء مبايض الزهرة وتقوية حبوب اللقاح بواسطة البورون، وتخليق هرمون التريبتوفان المقاوم للشيخوخة بواسطة الزنك.