الأرض
السبت 21 سبتمبر 2024 مـ 03:50 مـ 18 ربيع أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الخلل الفيسيولوجي للنبات .. أسبابه .. سلبياته .. علاجه

الإجهاد الحراري يدمر الإنتاجية المحصولية للزراعات
الإجهاد الحراري يدمر الإنتاجية المحصولية للزراعات

مهندس زراعي يسأل:

- ما تعريف الخلل الفيسيولوجي للنبات، وما أسبابه، وما الآثار السلبية له، وما روشتة علاجه؟

جواب "الأرض":
- الصينيون أو من أثبتوا حقيقة أن معظم أمراض الكائن الحي، سببها اختلال حراري، أي خلل في منظومة الطاقة الحرارية داخل الجسم (نبات أو إنسان أو حيوان).

التقلبات المناخية وآثارها السلبية

وتتسبب التقلبات المناخية، في اختلاف درجات الحرارة بين ساعة وأخرى، وبين الليل والنهار، أي بين ساعات الضوء، وساعات الظلام، ما يتسبب في خلل أو اختلال أو ربكة حيوية "فيسيولوجية"، نتيجة عدم قدرة الجسم أو الخلية الحية على ضبط منظومة تخليق هرموناتها الطبيعية، المسؤولة عن كل العمليات الحيوية، منها: النعاس (السكون)، أو الاستيقاظ (عودة النشاط الخلوي الكامل).

أسباب كيميائية وفيسيولوجية للخلل الهرموني

من الثابت علميا، أن الهرمونات والإنزيمات، ما هي إلا نواتج طبيعية للتمثيل الغذائي لجميع العناصر الغذائية المطلوبة للكائن الحي، وهنا نصل إلى عدة نقاط مهمة:
- يتسبب الاختلاف في درجات الحرارة بين الليل والنهار، أو بين ساعة وأخرى، في ربكة تعوق امتصاص النبات للرطوبة الأرضية (مياه الري وعناصرها السمادية)، وهنا نصل إلى نقطة "نقص العناصر".
- ارتفاع درجات الحرارة نهارا عن 35 درجة مئوية، وقوة سطوع أشعة الشمس، تجبر النبات على غلق ثغوره التنفسية التي هي أدوات عملية النتح أيضا (خروج الماء الزائد على هيئة بخار)، وبالتالي توقف المجموع الجذري عن الامتصاص، وأيضا توقف عملية البناء الضوئي لتكوين السكريات الأحادية (وقود الطاقة).
- تستمر حياة النبات على عمود الماء الذي يتصاعد بالخاصة الشعرية ضد الجاذبية الأرضية، داخل القنوات العصارية الشعرية، سواء في الحرارة العالية، أو المنخفضة عن 4 درجات، وهي كمية غير كافية لإمداد النبات بالعناصر المطلوبة لتخليق الهرمونات والإنزيمات الضرورية، لكنها تقيه من تجمد العصارة الخلوية بفعل الصقيع، وبالتالي الانفجار الخلوي.

الهرمونات ودورها في الإنتاجية المحصولية

* استهلال منقول:
- الهرمونات عبارة عن نواقل كيميائية تنتقل في جميع أجزاء جسم الكائن الحي، (إنسان، أو نبات، أو حيوان)، لمساعدته في الاستجابة للمثيرات. والمثيرات عبارة عن تغيرات تحدث في بيئة الكائن الحي الداخلية أو الخارجية، ومن شأنها أن تحدث تأثيرًا داخل خلايا هذا الكائن.

الأوكسينات والسيتوكينينات والجبرلينات والأبسيسيك والإيثيلين

- مجموعة الهرمونات الطبيعية التي يحتاجها النبات، هي: السيتوكينينات، الأوكسينات، والجبرلينات، إضافة إلى الأبسيسيك والإيثيلين.
- جمع التكسير في المجموعات الثلاثة الأولى، للتأكيد على أن كل مجموعة تضم عددا هائلا من عائلتها، والأخيرة مسؤولة عن استطالة الخلايا والسلاميات والنمو الخضري الزائد، والوسطى مسؤولة عن التوريق في القمم النامية، والانتحاء الضوئي، والانتحاء الأرضي الموجب في الجذور، والسيادة القمية، ودفع عمليات التزهير والعقد وتماسك الثمار في الشجرة الأم بعد العقد، وأما الأولى فهي مجموعة الشيبوبة الدافعة للنمو والانقسام الخلوي وضمان الحيوية الدائمة للنبات، ما قبل مرحلة النضج.
- الهرمونان الرابع والخامس (الأبسيسيك، والإيثيبين)، لهما دور عظيم، حيث يساعد الأول في تنظيم غلق الثغور وفتحها بناء على استشعاره بعض المثيرات بزيادة الماء الخلوي أو نقصه، كما يعد الأخير مسؤول النضج في الثمار وتساقط الأوراق المسنة (الشيخوخة).

# الملخص:
- ارتفاع درجات الحرارة عن 35 درجة، يؤدي إلى غلق الثغور، وعدم امتصاص العناصر الغذائية التي تمثل المادة الخام لتخليق الهرمونات والإنزيمات الطبيعية، المسؤولة عن إتمام جميع العمليات الحيوية، ومنها أيضا: تكوين البويضات وحبوب اللقاح السليمة الحيوية في الأزهار الخنثى المثالية.
- انخفاض درجات الحرارة عن 4 درجات مئوية أثناء مرحلة التزهير، يقتل حبوب اللقاح، ويُضعِف حيوية البويضات، ويتراجع إفراز الأوكسين، خاصة الإندول أسيتيك أسيد في الشعيرات الجذرية، أو القمم النامية الخضرية، وبالتالي تتوقف المنظومة بالامتصاص وسحب الكربوهيدرات إلى التفريعات الحديثة لنموها.
- الاختلال الحراري الناتج عن التقلبات المناخية، يربك أو يعطل منظومة تخليق الهرمونات الطبيعية في خلية النبات، ما يعطل كل مقومات الإنتاج.

روشتة العلاج .. وكلمة السر

- ثبت علميا أن التوازن الهرموني في الكائن الحي هو المسؤول عن ديمومة الحياة، ولا سبيل للوصول إلى إنتاجية مثالية في مجال الحاصلات الزراعية، إلا بإعادة المنظومة الطبيعية إلى مجراها المثالي، وذلك باستخدام مركبات ذكية، تعتمد في أدائها على ضبط ميكانيزم تخليق الهرمونات الطبيعية، لضبط كل الوظائف الحيوية.
- كما ثبت علميا، وبالتجريب المستمر، أنه في ظل هذه التقلبات المناخية، لا سبيل لبلوغ المثالية الإنتاجية إلا باستخدام مواد تقوية المناعة، ومساعدات رفع الإجهادات المختلفة ذات التأثيرات السلبية على النباتات، وهذه المركبات تعتمد في أساسها على عناصر طبيعية توفرها الطحالب البحرية جيدة المصدر (الإسكوفيليوم + الإكولونيا مكسيما)، والتي يتم استخلاصها بتكنولوجيا عالية، إضافة إلى الأحماض الأمينية الحرة المهمة، مثل: البرولين، الجلايسين، التربتوفان، وأيضا بعض الفيتامينات الرئيسية التي تعمل كمساعدات إنزيمية تعجز النباتات على تخليقها في حالات الإجهاد.
# وبالوصول إلى مواد تقوي المناعة وترفع الإجهاد، نكون قد وصلنا إلى معرفة "كلمة السر".

روشتة تقوية المناعة ورفع الإجهادات

تتعدد مواد وتراكيب المخصبات التي تستهدف تقوية مناعة النباتات، ورفع الإجهادات المختلفة عنه، ومنها:
- تقوية المناعة باستخدام الملوبيدنيوم لاختزال الآزوت المعدني إلى أحماض أمينية تنتهي عبر عدة تحولات إلى بروتين.
- رفع الإجهادت المختلفة عن النبات (حرارة، عطش، ملوحة، إصابات فطرية وحشرية)، باستخدام المركبات التي تحتوي على: الطحالب البحرية الجيدة، السالسيليك أسيد، الإسكوربيك أسيد، البوتاسيوم النقي الذواب، والبرولين، إضافة إلى المناوبة على رش سليكات البوتاسيوم، مرة شهريا على الأقل، حيث لها أيضا فوائد وقائية وقتّالة للآفات الحشرية والفطرية.

موضوعات متعلقة